0 / 0

يخفي صلاة النافلة خوفاً من الرياء ويظن والداه أنه لا يصليها

السؤال: 202542

عادة ما يوبخني أبواي لعدم المحافظة على صلاة النافلة خلف الفرض ، وأنا في العادة أصليها في البيت بمجرد عودتي من المسجد ، لكنهما يظنان أني لا أصليها مطلقاً ، وبالتالي يتسرعان في التأنيب والتوبيخ ، والذي يحول بيني وبين تبيين هذه المسألة لهما هو خوفي من الرياء ، مع أني متأكد أنهما لو علما بذلك لفرحا ولشجعاني عليه ؛ لأني أفعل الأفضل .
فماذا تقترحون عليّ ؟ هل أستمر في السكوت وتحمل ما يصدر منهما ، أم الأفضل التبيين حتى وإن خفت الرياء ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
إخفاء العبادة وعدم إظهارها أفضل من إظهارها وإعلانها ، قال تعالى : ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) البقرة/271 .
قال ابن كثير رحمه الله : ” قوله : ( وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم ) فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها ؛ لأنه أبعد عن الرياء ، إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به ، فيكون أفضل من هذه الحيثية ” انتهى من ” تفسير القرآن العظيم ” (1/701) .
ثانياً :
دلت السنة على أفضيلة صلاة النافلة في البيت ، فقد روى البخاري (6113) ومسلم (781) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ ) .

وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله ، أن من فوائد ذلك : أن الصلاة في البيت أقرب إلى الإخلاص ، وأبعد عن الرياء .

قال ابن قدامه رحمه الله : ” والتطوع في البيت أفضل ; لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالصلاة في بيوتكم , فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ) رواه مسلم ، وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا , إلا المكتوبة ) رواه أبو داود . ولأن الصلاة في البيت : أقرب إلى الإخلاص ، وأبعد من الرياء ” انتهى من ” المغني ” (1/443) .

وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (22209) .

ثالثاً :
إذا كان عدم إخبار الوالدين ، يترتب عليه ما ذكرت ، فالأفضل في هذه الحال أن تخبرهما ؛ دفعاً للتهمة وسوء الظن بك ، وأيضاً لعل في إخبارهما – كما ذكرت – إدخالاً للفرح والسرور على قلبيهما ، وإدخال السرور على الوالدين ، بالطاعة والصلاح : من البر بهما ، وهذا قصد مشروع ، يحرص عليه العبد .

وأما بالنسبة لمخافة الرياء ، فعليك بمجاهدة النفس على الإخلاص ، وسؤال الله جل وعلا التوفيق في ذلك .

أعاننا الله وإياك على إخلاص العبادة له سبحانه ، ووقانا جميعاً شرور أنفسنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android