0 / 0

كلام باطل لا أصل له في الترهيب من ترك الصلوات الخمس .

السؤال: 202724

أرسل لي أحدهم رسالة إلكترونية حول كمية الإثم للذي يترك كل صلاة دون سبب وجيه :
” ترك صلاة فجر واحدة : سيدخل جهنم لثلاثين عاما ، أو ستين ألف عام من أعوام الدنيا .
ترك صلاة الظهر يعادل خطيئة قتل ألف مسلم .
ترك صلاة العصر : يعادل خطيئة هدم الكعبة .
ترك صلاة المغرب : يعادل الزنا بالأبوين .
ترك صلاة العشاء ، لن يبارك له الله في بقائه على الأرض ، تحت سمائه ، أو في مطعمه ومشربه ” .
إلى أي مدى يصح ذلك ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
” لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر ، وأن إثمه عند الله : أعظم من إثم قتل النفس ، وأخذ الأموال ، ومن إثم الزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه ، وخزيه في الدنيا والآخرة ” انتهى من “الصلاة وأحكام تاركها” – لابن القيم (ص 31) .
وقد قال تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) مريم /59-60 .
فإقامة الصلاة علامة الإيمان ، والتهاون بشأنها علامة الضلال والخسران .
روى مسلم في “صحيحه” (654) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى ، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى ، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً ، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً ، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ ) .

وقال مَسْرُوقٌ: ” لَا يُحَافِظُ أَحَدٌ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، فَيُكْتَب مِنَ الْغَافِلِينَ، وَفِي إِفْرَاطِهِنَّ الْهَلَكَةُ ، وَإِفْرَاطِهِنَّ : إِضَاعَتُهُنَّ عَنْ وَقْتِهِنَّ ” .
وَقَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: ” وَاللَّهِ إِنِّي لَأَجِدُ صِفَةَ الْمُنَافِقِينَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: تَرَّاكِينَ لِلصَّلَوَاتِ ، لَعَّابِينَ بِالْكَعَبَاتِ ، رَقَّادِينَ عَنِ الْعَتَمَاتِ ، مُفَرِّطِينَ فِي الْغَدَوَاتِ، تَرَّاكِينَ لِلْجُمُعَاتِ قَالَ: ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ” .
راجع : “تفسير ابن كثير” (5/ 243-345)
وينظر إجابة الأسئلة أرقام : (2182) ، (5208) ، (20340) .

ثانيا :
هذا الكلام المذكور في وعيد من ترك الصلاة ، وبيان شناعة هذا الفعل بهذا التفصيل الوارد : كلام باطل لا أصل له ، لا يذكره ، أو يغتر به ويروجه بين الناس : إلا جاهل بأمر الدين ، متجرئ على الكذب على الله ورسوله .
وفيه من الركاكة والمبالغة السمجة ما ينادي على قائله بالكذب والافتراء على الله ورسوله .

وينظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (20897) ، والسؤال رقم : (112176) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android