0 / 0

حديث : ( مَنْ قَالَ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا مُحَمَّدًا بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِبًا أَلْفَ صَبَاحٍ ) ضعيف جدا .

السؤال: 203866

ما صحة هذا الحديث ؟
عن الإمام الطبراني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال : ( من قال : جزا الله محمدا عنا ما هو أهله فقد اتعب سبعين من كتبة الملائكة يكتبون له ثوابها ألف صباح ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم” .
وما معنى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
هذا الحديث رواه الطبراني في “المعجم الأوسط” (235) ، وفي “المعجم الكبير” (11509) ، وأبو نعيم في “الحلية” (3/206) ، وإسماعيل الأصبهاني في “الترغيب والترهيب” (2/331) ، والخلعي في “الفوائد المنتقاة” (2/153) ، والخطيب في “تاريخه” (9/295) كلهم من طريق هَانِئ بْن الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا مُحَمَّدًا بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِبًا أَلْفَ صَبَاحٍ ) .
وقال الطبراني عقبه : ” لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَلَا عَنْ جَعْفَرِ إِلَّا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، تَفَرَّدَ بِهِ : هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ ” .
وقال أبو نعيم عقبه : ” هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ وَجَعْفَرٍ وَمُعَاوِيَةَ ، تَفَرَّدَ بِهِ هَانِي بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ ” .
وهانئ بن المتوكل هذا متروك الحديث ، قال ابن حبان كانت تدخل عليه المناكير وكثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال ، وقال أبو حاتم الرازي أدركته ولم أكتب عنه “لسان الميزان” (6 /186) .
وأورد الشيخ الألباني رحمه الله هذا الحديث في “الضعيفة” (5109) من هذا الطريق وقال ” منكر ” .
وله طريق آخر :
أخرجه محمد بن خلف وكيع في “أخبار القضاة” (3/ 273) ، وقوام السنة في “الترغيب والترهيب” (2/331) من طريق جعفر بْن عيسى الْحَسَني القاضي قَالَ: حَدَّثَنَا رشيد بْن سعد عَن معاوية بْن صالح ، به .

وهذا إسناد واه أيضا ، جعفر بن عيسى : قال أبو حاتم: جهمى ضعيف ، وقال أبو زرعة : صدوق .
“ميزان الاعتدال” (1 /413) .
وذكره الذهبي في “الضعفاء” (1/133) .
ورُشَيد بن سعد : ، قال ابن معين : ” ليس حديثه بشيء” اهـ من “تاريخ يحي بن معين، رواية ابن محرز” (1/51) .

فهذا الحديث ضعيف الإسناد جدا بطريقيه ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا :
معنى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : واضح لا يحتاج إلى سؤال ، وهو إقرار من الراوي للحديث بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقوله ويخبر به ويشرعه ، فنحن نصدقه فيما يقول ونؤمن به ونسعى جاهدين للعمل بمقتضاه وحكمه ؛ لأنه رسول الله المبلغ عن ربه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
على أننا ننبه إلى أنه لا يندب للعبد كلما قرأ ، أو سمع حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ نعم لو قاله أحيانا فلا بأس ، لكن التزام ذلك دائما فيه نوع تكلف ، ولأجل ذلك لا نجد شيئا من كتب الحديث تختم كل حديث ، أو كل باب ، أو كل كتاب بشيء من ذلك .

وينظر للفائدة : إجابة السؤال رقم : (2209) ، والسؤال رقم : (10119) .

ثالثا :
قول السائل : ” عن الإمام الطبراني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم … ” غير مستقيم ، وإنما يقال : روى الطبراني رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم … ثم يذكر الحديث .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android