0 / 0

امرأة تعتقد أنها ملعونة بسبب عدم استطاعتها رؤية أمها .

السؤال: 204772

سؤالي واستفساري : عن بنت تقول عن نفسها إنها ملعونة ، بسبب أنها لم ترَ أمها طيلة عمرها، لذلك تعتبر نفسها عاقة ، مع أن الأمور خارجة عن سيطرتها، فبعد أن طلق والدها أمها وهي صغيرة أبعدها عنها وطلب من جميع إخوتها منه أن يبقوها بعيدا عنها ، وكرر هذا الطلب أيضا مع زوجها، وكلهم ملتزمون بذلك ، مع رغبتها الجامحة في أن تجد أمها .
فهل ما تعتقده هذه الفتاة من أنها ملعونة صحيح ?

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله ، ومثل هذا الأمر العظيم لا يثبت في حق شخص إلا بالدليل الشرعي ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الإنسان على نفسه ، في صحيح مسلم : ” أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع رجلاً يلعن بعيره لما تباطأ في المشي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من هذا اللاعن بعيره ؟ ) ، قال : أنا يا رسول الله ، قال : ( انزل عنه ، فلا تصحبنا بملعون ، ولا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) رواه مسلم ( 3014 ) .
وهذه المرأة آثمة بلعنها نفسها بغير سبب ، فالواجب عليها أن تتقي الله وتتوب من هذا الفعل .
وأما عدم رؤيتها لأمها بحسب ما ذكر في السؤال : فلا إثم عليها فيها لأنه أمر خارج عن إرادتها ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
نعم ؛ الواجب عليها أن تسعى لرؤية أمها ، والإحسان إليها ، وتتوسل إلى ذلك بكل سبيل يمكنها ، وتتضرع إلى الله أن يجمع شملها بأمها ، ولا يحل لها أن تقاطعها طاعة لأبيها ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا يحل لزوجها ـ كذلك ـ أن يلتزم بما طلبه منه أبوها ، لأنه بغي وعدوان ، وشرط باطل ليس في كتاب الله ، بل هو إثم وبغي وقطيعة رحم . فإن تيسر لها ذلك فالحمد لله على ما من ويسر من جمع شملها ، وإن عجزت عن ذلك ، ولم تستطع : فالله عز وجل يعلم حالها وعجزها ، ولا إثم عليها في ذلك ، ولا لوم ؛ ثم لا ينبغي أن تيأس أيضا ؛ فمن يدري ما الذي يكون من أمر الناس غدا ؟!
فقد يجمع الله الشتيتين بعد مَا * يظنان كل الظَّن أَن لَا تلاقيا !!
كما ننصح والدها ، وإخوانها ، وزوجها ممن يمنعونها من رؤية أمها : أن يتقوا الله في أنفسهم ؛ فأي إثم أعظم من أن تمنع ابنة من رؤية أمها ، وتحرم من ذلك دون ذنب ، مع ما للأم من عظيم حق على ابنتها يفوق حق الأب ، ومثل هذا من الظلم العظيم الذي تخشى عقوبته في الدنيا قبل الآخرة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه مسلم (2578) , وقال عليه الصلاة والسلام عن الله عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرما , فلا تظالموا ) رواه مسلم (2577) “
والله اعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android