تنزيل
0 / 0

هل تنجس ثيابه بالمخلفات والبراز الذي يخرج من السلحفاة التي يربيها ؟

السؤال: 204845

لدي صديق أخبرني أنه لا يعتبر كل أنواع البول والبراز نجسة ، حيث قال : إن براز ما يؤكل لحمه من الطيور طاهر ، الخراف , البقر , والماعز وباقي ما يؤكل لحمه من الطيور من النجاسات الصغيرة , وقليلها لا يبطل الصلاة ، أما بول الآدمي وغائطه ، وكذلك الخنزير , وكل ما لا يؤكل لحمه من الحيوانات فهو نجس .
هل هذا صحيح ؟
ولو كان هذا هو الحال فتحت أي نوع تكون مخلفات السلحفاة ؟
لأنني أربي سلحفاة صغيرة تتبرز أحيانا في الماء وتأتي بقع من ذلك على ملابسي .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
” اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى نَجَاسَةِ بَوْلِ وَرَوْثِ مَا لا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ
، سَوَاءٌ أَكَانَ إِنْسَانًا أَمْ غَيْرَهُ .
وَأَمَّا بَوْلُ وَرَوْثُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ كَالإِبِلِ وَالْبَقَرِ
وَالْغَنَمِ فَفِيهِ الْخِلافُ :
فَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَبُو يُوسُفَ وَالشَّافِعِيُّ : إِلَى نَجَاسَةِ
الأَبْوَالِ ، وَالأَرْوَاثِ كُلِّهَا ، مِنْ مَأْكُولِ اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ .
وَذَهَبَ مَالِكٌ وَأَحْمَدُ وَطَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ ، وَوَافَقَهُمْ مِنَ
الشَّافِعِيَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ حِبَّانَ
وَالإِصْطَخْرِيُّ وَالرُّويَانِيُّ ، وَمِنَ الْحَنَفِيَّةِ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ : إِلَى طَهَارَةِ بَوْلِ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ” .
انتهى من ” الموسوعة الفقهية ” (8/165-166) :
وينظر جواب السؤال رقم : (175286)
، ورقم : (111786).
ثانيا:
اختلف أهل العلم في السلحفاة ، هل يؤكل لحمها أم لا ؟
فقال جماعة من العلماء : يجوز أكلها ولو لم تذبح ؛ لعموم قوله تعالى : (أُحِلَّ
لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر :
(هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته ). ورجح ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، عندما سئل
عن لحم التمساح والسلحفاة حلال أم حرام ؟
فأجاب : كل صيد البحر حلال ، حيُّه ، وميتُه ، قال الله تعالى : ( أُحِلَّ لَكُمْ
صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ) قال ابن عباس رضي
الله عنهما : صيد البحر : ما أخذ حيّاً ، وطعامه : ما وُجد ميتاً ، إلا أن بعض أهل
العلم استثنى ” التمساح ” ، وقال : إنه من الحيوانات المفترسة ، فإذا كان النبي
عليه الصلاة والسلام نهى عن كل ذي ناب من السباع من وحوش البر : فإن هذا أيضاً محرم
، ولكن ظاهر الآية الكريمة التي تلوتها : أن الحِل شامل للتمساح ” . انتهى من ” نور
على الدرب ” ( شريط 137 ، وجه : أ ) .

ولكن ينبغي التنبيه إلى أن
كلام الشيخ ينطبق على السلحفاة البحرية التي تعيش في الماء وتسمى ( الترسة ) ، أما
التي تعيش في البر فتأخذ حكم الحيوانات البرية مأكولة اللحم على الراجح .
قال في ” العدة شرح العمدة ” (1/489): ” ( يباح كل ما في البحر بغير ذكاة ، لقول
رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في البحر: هو الطهور ماؤه، الحل
ميتته
. إلا ما يعيش في البر) من دواب البحر ( فلا يباح حتى يذكى ) كالطيور
والسلحفاة وكلب الماء ، قال أحمد: كلب الماء نذبحه ، ولا أرى بأسًا بالسلحفاة إذا
ذبحت ” انتهى .
وقال ابن حزم في ” المحلى ” (6/65): والسلحفاة البرية والبحرية حلال أكلها، وأكل
بيضها لقول الله تعالى: ( كُلُوا مما في الأرضِ حلالاً طيبًا )البقرة/ 168، مع قوله
تعالى: (وَقَد فَصَّلَ لكم ما حرَّمَ عليكم) الأنعام/ 119،ولم يفصل لنا تحريم
السلحفاة ، فهي حلال كلها وما تولد منها.
وقال : روينا عن عطاء إباحة أكل السلحفاة ، والسرطان.
وعن طاوس ، والحسن ، ومحمد بن علي ، وفقهاء المدينة: إباحة أكل السلحفاة .
وقال أيضا في ” المحلى ” (6/84): (وأما ما يعيش في الماء وفي البر فلا يحل أكله إلا
بذكاة ، كالسلحفاة والباليمرين وكلب الماء والسمور ونحو ذلك ؛ لأنه من صيد البر
ودوابه…” انتهى .
وينظر جواب السؤال رقم : (182508)
.
وعلى ذلك :
فالراجح أن السلحفاة من مأكول اللحم ، وبولها وروثها وما تولد منها : طاهر سواء
كانت برية أو بحرية .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android