تنزيل
0 / 0

التوسل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب قبول العمل منه ؟!

السؤال: 205623

هل يعد الكلام في الأبيات التالية شركاً ؟
وعجل بالمتاب على عبيد * توسل بالصلاة على محمد
عسى منك القبول لحبشي * يخصك بالتحية يا محمد
عسى منك القبول لنا اجمعينا * نخصك بالتحية يا محمد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الغلو في الأنبياء والأولياء ودعاؤهم والاستغاثة بهم : من أنواع الشرك المنافي للتوحيد ، وقد روى النسائي (3057) من حديث ابْن عَبَّاسٍ أن النّبِي صَلّى اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ ) صححه الألباني في “صحيح النسائي” .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
” قوله – صلى الله عليه وسلم – ( إياكم والغلو في الدين ) عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال ، والغلو هو مجاوزة الحد ، بأن يزاد في حمد الشيء أو ذمه على ما يستحق ونحو ذلك ” .
انتهى من “اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم” (ص 106) .
ثانيا :
التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح ، كأن يسأل العبد ربه بأعماله الصالحة من صلاة وصيام وذكر ونحو ذلك ، من التوسل المشروع ، فإذا توسل العبد إلى ربه بصلاته على نبيه صلى الله عليه وسلم كان من التوسل المشروع ؛ لأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أزكى الأعمال وأفضلها عند الله .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما حكم التوسل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء؟
فأجاب : ” من أسباب الإجابة : حمد الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب الإجابة ، شيء مشروع ” انتهى من “فتاوى نور على الدرب” (2/ 144) .
وانظر جواب السؤال رقم : (3297) .

فقول القائل يدعو ربه :
وعجِّلْ بالمتاب على عُبَيْد ** توسل بالصلاة على محمد
سائغ مشروع ، ليس فيه شيء من الشرك .

ثالثا :
أما قوله :
عســـــــــــــــى منك القبول لحبشي ** يخصك بالتحية يا محمد
عسى منك القبول لنا اجمعينا ** نخصك بالتحية يا محمد
فمن الشرك ؛ وأصل هذين البيتين :
أيا هادي الأنام ويا شفيع ** ويا خير البرية يا محمد
عسى منك القبول لحضرمي**يخصك بالتحية يا محمد
وهذا من الشرك ؛ لأنه من دعاء غير الله ؛ فإن الذي يرجى منه القبول هو الله تعالى وحده ، فمن سأل النبي صلى الله عليه وسلم قبول عمله فقد سأله ما لا يقدر عليه إلا الله ، فلا يمكن لأحد أن يقبل العمل أو يرده إلا الله تعالى .
قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) البقرة/ 127.
وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/ 25 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” من دعا غير الله عز وجل بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر ، سواء كان المدعو حيا أو ميتا ” انتهى من “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (6/ 51) .

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (111019) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android