تنزيل
0 / 0
7,10109/08/2014

لا بأس في الانتفاع بصدقة المرتد

السؤال: 208942

أنا ارتددت عن الدين ، وأريد العودة ، لكن في زمن ردتي تقربت لغير الله بأشياء ، مثل ملابس . فما حكم الانتفاع بهذه الملابس ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا حرج في الانتفاع بالملابس التي أهداها المرتد تقربا لغير الله تعالى ؛ فإن إسلام المرتد : يهدم ما قبله من الشرك والردة ، ولا يبقى له أثر ؛ ثم تكون الأشياء على حكمها في شرع الله .
قال ابن قدامة رحمه الله :
” لا يحكم بزوال ملك المرتد بمجرد ردته في قول أكثر أهل العلم . قال ابن المنذر : أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم . فعلى هذا ، إن قتل أو مات زال ملكه بموته ، وإن راجع الإسلام فملكه باق له .
وقال أصحاب أبي حنيفة : ماله موقوف ؛ إن أسلم تبينا بقاء ملكه ، وإن مات أو قتل على ردته تبينا زواله من حين ردته .
ولنا أنه سبب يبيح دمه ، فلم يزل ملكه ، كزنى المحصن ، والقتل لمن يكافئه عمدا ، وزوال العصمة لا يلزم منه زوال الملك ، بدليل الزاني المحصن ، والقاتل في المحاربة ، وأهل الحرب ، فإن ملكهم ثابت مع عصمتهم ، ولو لحق المرتد بدار الحرب لم يزل ملكه ، لكن يباح قتله – لكل أحد من غير استتابة -، وأخذ ماله لمن قدر عليه ، لأنه صار حربيا ، حكمه حكم أهل الحرب ، وكذلك لو ارتد جماعة وامتنعوا في دارهم عن طاعة إمام المسلمين ، زالت عصمتهم في أنفسهم وأموالهم ؛ لأن الكفار الأصليين لا عصمة لهم في دارهم ، فالمرتد أولى ” انتهى من ” المغني ” (9/9) . وينظر : “بدائع الصنائع ” (7/136).

وليست الملابس ونحوها : مما يتوقف حله والانتفاع به : على حال مالكه ، أو دينه ؛ كما هو شأن الذبائح مثلا ، لا تحل ذبيحة مشرك ، ولا مرتد ؛ بل ملابس المرتد ، كملابس غيره من المشركين ؛ فإن عاد إلى الإسلام ، وعنده شيء من الملابس التي كان قد اشتراها في ردته ، أو أهداها ، أو أهديت إليه : فذلك كله على الإباحة .

ومثل ذلك : لو كان قد تقرب بها لغير الله ، فتاب عن ذلك ، وعاد إلى الإسلام : بطل عمله هذا ، ولم يصح تقربه بها لغير الله ، ثم لا يلزمه في ملابسه شيء أكثر من إبطال التصرف المردود ، ولا يزول ملكه عن ملابسه بشيء من ذلك ، ولا يحرم عليه الانتفاع بشيء منها ، لأجل ما وقع منه من اعتقاد ، أو قول ، أو عمل باطل ، وهو في ردته .
قال الله تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) الأعراف/31-32.

وللتوسع ينظر الجواب رقم : (187051).
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android