تنزيل
0 / 0
94,96126/01/2014

تخريج حديث : ( أَفْضَلُ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ )

السؤال: 209098

عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (
إن أفضل عباد الله يوم القيامة : الحامدون ) . أخرجه الطبراني .
الحامدون : أي الذين يكثرون الحمد لله سبحانه وتعالى . قال الفضيل
بن عياض : ” من أكثر من قول الحمد لله ، كثر الداعون له . قيل ومن
أين قلت ذلك ؟ قال : لأن كل من يصلي يقول سمع لله لمن حمده ” . ما
صحة هذا الحديث ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث رواه الطبراني في “المعجم الكبير” (254) فقال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمُّوَيْهِ الْجَوْهَرِيُّ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيُّ ، ثنا بَكْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَبَّانَ ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُوَرِّقٍ ، عَنِ ابْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ، ثُمَّ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ مَنْ نَاوَأَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ حَتَّى يُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ ) .
قال الهيثمي في “المجمع” (10/ 95):
” رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ ” .
قال الشيخ الألباني :
لكن يشهد له ما أخرجه أحمد (4 /434) من طريق مطرف قال: قال لي عمران: ” إني لأحدثك بالحديث اليوم ، لينفعك الله عز وجل به بعد اليوم، اعلم أن خير عباد الله تبارك وتعالى يوم القيامة الحمادون ، واعلم أنه لن تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتلوا الدجال ، واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعمر أهله في العشر فلم تنزل آية تنسخ ذلك ، ولم ينه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضى لوجهه ، ارتأى كل امرىء بعد ما شاء الله أن يرتئي “.
قلت: وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين ، وهو إن كان ظاهره الوقف فهو في
المعنى مرفوع ، ويؤكد ذلك أمران :
الأول: أنه جعله بيانا لقوله : ” الحديث “، والمراد به المرفوع كما هو ظاهر .
الثاني: أنه ساق معه حديثين آخرين مرفوعين ، فأشعر بذلك أن الذي قبله مثلهما
في الرفع ، ولذلك قال الهيثمي: ” رواه أحمد موقوفا، وهو شبه مرفوع ، ورجاله رجال الصحيح ” انتهى من “سلسلة الأحاديث الصحيحة” (4/ 112-113).
والموقوف رواه الإمام أحمد (19895) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ … فذكره .
وهذا إسناد صحيح .
وقد رواه الطبري في “تفسيره” (20/155) من طريق يزيد بن زريع ، وأحمد في “الزهد” (ص194) من طريق روح ، كلاهما عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ” كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقُولُ : ” إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ الشَّكُورُ الصَّابِرُ الَّذِي إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ ” وهو بمعنى حديث عمران ، وإسناده صحيح أيضا ، وسعيد هو ابن أبي عروبة ، كان اختلط ، وسماع يزيد منه قديم قبل الاختلاط ، وهو من أثبت الناس فيه ، حتى قال الإمام أحمد : ” كل شيء رواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد سماعه منه قديم “
انتهى من “تهذيب التهذيب” (11/ 326) .
وسعيد من أثبت الناس في قتادة ، قال أبو حاتم : ” هو قبل أن يختلط ثقة وكان أعلم الناس بحديث قتادة ” انتهى من “تهذيب التهذيب” (4/ 64) .
وهذا مما يوهن القول بأن الموقوف له حكم الرفع ، فالصحيح أن يقال : هو صحيح من قول عمران بن حصين ، ومن قول مطرف بن عبد الله بن الشخير راويه عن عمران ، أما القول بأن له حكم الرفع ففيه نظر . والصحابي ربما حدث بالحديثين جميعا أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والآخر عن نفسه ، كما رواه البخاري (6308) ، ومسلم (2744) عَنِ الحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قال : ” حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدِيثَيْنِ : أَحَدُهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ … “
فلا يلزم من كون الصحابي ذكر حديثا مرفوعا ، ثم ذكر معه كلاما من كلامه ، أن يكون هذا الكلام له حكم الرفع أيضا .

أما قول الفضيل بن عياض: ” من أكثر من قول الحمد لله كثر الداعي له ” قيل: ومن أين قلت هذا؟ قال: ” لأن كل من يصلي يقول: سمع الله لمن حمده “
فلم نجده عند أحد من أهل العلم ، لا بسند ولا بدون سند ، ولم نجده إلا عند أبي حيان التوحيدي في كتابه “البصائر والذخائر” (1 /127) .
وأبو حيان لا يعتد بروايته ولا بنقله ، ولا يعول عليه في هذا الباب .
راجع جواب السؤال رقم : (170262) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android