0 / 0

هل يجب عليه أن يساعد والدة زوجته في الانتقال من بلدها للعيش ببلد أخرى ؟

السؤال: 209551

ترغب زوجتي في إحضار والدتها من بلدها ، وتريد مني أن أدعمها ببعض المال حتى تعيش هنا ، ولكن ليس معنا .
فهل يجب علي أن أعطيها المال لدعمها ؟
كيف أتعامل مع هذا الأمر ؟
لا أشعر بميل نحو مساعدتها فأنا بالكاد أقوم على نفسي وزوجتي ، وهي حماتي .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
ينبغي للزوج أن يصل أهل زوجته ، ويحسن إليهم ؛ فإن ذلك من حسن العشرة وكرم الصحبة ، ومما يدخل السرور على زوجته ويزيد من محبتها له ، ويوطد العلاقة بينه وبين أصهاره .
على أن ذلك كله من المعروف المندوب إليه ، ومن مكارم الأخلاق ، وليس شيء من ذلك كله واجبا عليه ، ولا هو ملزم بشيء من ذلك ؛ بل ما تيسر من ذلك ، وفضل عن حاجته ، وصل أهل زوجته ، إذا كانوا محتاجين إليه .

سئل الشيخ محمد المختار الشنقيطي :
هل للزوجة أن تطالب بنفقة أهلها وإطعامهم إذا لم يكن هناك من يعول أهلها؟
فأجاب :
” هي تطالبه تكرماً وتفضلاً وإحساناً منه إليهم ، وصلة للرحم ، لعل الله أن يخلف عليه ويبارك في ماله ، وكم من زوج موفق كان دخوله على أهل زوجته خيراً وبركة ، فتجده لا يقصر في الإحسان إليهم ، ولا يقصر في النفقة ، ولا يقصر في الجاه، وإذا وجد منهم حاجة سدها أو خلة قام بها .

وهذا من توفيق الله للعبد أن يعيش مرضياً عنه بين والديه ، مرضياً عنه بين قرابته، مرضياً عنه بين عشيرته ، مرضياً عنه بين رحمه ، تسأل أقرب الناس عنه ، فلا يذكرونه إلا بخير، ويقولون: نعم الرجل ، حافظٌ للرحم وصول لهم.
وما استقامت أمور الأمة إلا بهذه المكرمات والفضائل، فتجد الرجل ينظر إلى مقام المحسنين ، ولا ينظر إلى مقام الإجزاء فقط .

نقول: إنه ليس بواجب عليك الإنفاق عليهم ، وليس من حقها أن تلزمك بهذا، ولكنها فتحت عليك باب رحمة ، إن أردت أن يرحمك الله ، وإن أردت الخير والبركة فاحتسب.
وإنه والله مما يقرح القلوب أن تجد الرجل قوي الهمة ينظر إلى الفقراء يميناً وشمالاً، ويلهث في سد حوائجهم ، ولا ينتبه لأقرب الناس منه ، تجده يفيض الله عليه المال ، فإذا جاء ينظر إلى الغريب ، ولو كان عنده كفاية يقول: هذا مسكين، وإذا نظر إلى قريبه دقق في كل شيء ، فلو وجد عند قريبه أقل المال : ظن أن قريبه غني ، فيصرف عنه كل خير منه ، وهذا من الحرمان، نسأل الله العافية…” .
انتهى ملخصا من “شرح زاد المستقنع” (334/ 17) بترقيم الشاملة .

فإذا كانت زوجتك ترغب في استقدام والدتها من بلدها ، إلى تلك البلد التي تعيش فيها ، فتقرب من ابنتها أكثر ، ويتيسر لها زيارتها وصلتها ، وأمكنك أن تساعدها في ذلك ، وتحسن إليها : فافعل ؛ فإنه من حسن العشرة وكريم الصحبة ، وقد قال الله تعالى : (وعاشروهن بالمعروف) النساء/19.

وإن شق ذلك عليك ، ولم يكن عندك شيء فاضل عن نفقتك ونفقة أهلك ومن تعول: فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ولا تلام على كفاف ، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى .
وقد قال أهل العلم :
” يُشْتَرَطُ لِوُجُوبِ النَّفَقَةِ يَسَارُ الْمُنْفِقِ ، وَإِعْسَارُ الْمُنْفَقِ عَلَيْهِ ، وَاحْتِيَاجُهُ إِلَى النَّفَقَةِ “
انتهى من “الموسوعة الفقهية” (39/ 23) .
وهذا في النفقة الواجبة ، فكيف بالصلة والإحسان ، مما لا يجب عليك أصلا ؟!

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android