قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( من قال اَشهَدُ اَن لَا اِلهَ اِللهُ وَحدَه لَا شَرِیكَ لَه اِلهًا وَاحِدًا أحدا صَمَدًا لَم یَتَّخِذ صَاحِبَةً ولَا وَلَدًا وَلَم یَکُن لَّه کُفُوًا اَحَدٌ عشر مرات كل يوم كان له من الأجر أربعة ملايين من الحسنات ) .
الترمذي : (3474) .
ما هي صحة هذا الحديث ؟
وهل يجوز لنا التعبد بالحديث الضعيف ؟
حديث : ( مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهًا وَاحِدًا أَحَدًا صَمَدًا، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ أَلْف
السؤال: 209774
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
– روى الإمام أحمد (16952) ، والترمذي (3473) ، والطبراني في الكبير (1278) من طريق الْخَلِيل بْن مُرَّةَ ، عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، إِلَهًا وَاحِدًا أَحَدًا صَمَدًا، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ ) .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، الخليل بن مرة متروك ، قال الترمذي عقب روايته لهذا الحديث : ” هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ، وَالخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ لَيْسَ بِالقَوِيِّ عِنْدَ أَصْحَابِ الحَدِيثِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: هُوَ مُنْكَرُ الحَدِيثِ “.
وهذا تضعيف شديد ؛ فقد نقل ابن القطان أن البخاري قال: ” كل من قلت فيه منكر الحديث : فلا تحل الرواية عنه ” انظر “الميزان” (1/6) .
وأزهر بن عبد الله ، هو ابن جميع الحرازي الحمصي ، وروايته عن تميم مرسلة ، كما في “التهذيب” (1/ 204) .
والحديث أورده الألباني في “الضعيفة” (6313) وقال : ” ضعيف جدا ” .
– ورواه عبد بن حميد (529) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ قَالَ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، أَحَدًا صَمدًا ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَيْ حَسَنَةٍ ) .
– ورواه ابن عدي في “الكامل” (7/ 139) من طريق سلم بن سلم الضبي، حَدَّثَنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ ، عنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ به .
وفائد أبو الورقاء هذا متروك الحديث ، قال الذهبي : تركه أحمد والناس ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن معين : ليس بثقة ، وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث لا يكتب حديثه ، وأحاديثه عن ابن أبى أوفى بواطيل ، لا تكاد ترى لها أصلا ، كأنه لا يشبه حديث ابن أبى أوفى ، ولو أن رجلا حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث .
“ميزان الاعتدال” (3/ 339-340) ، “الكامل” (7/138) ، “الجرح والتعديل” (7/ 84) .
وقال ابن أبي حاتم :
سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ ، عَنْ فَائِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ يَقُولُ أَحَدَ عَشَرَ مَرَّةً : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريك لَهُ ، أَحدًا صَمَدًا لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ؛ إِلاَّ كَتَبَ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ ) .
قَالَ أَبِي: ” هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ ” .” انتهى من ” علل الحديث” (5/ 357-358) .
– ورواه ابن عساكر في “تاريخه” (38/ 299) من طريق وهب بن جرير نا عبيس بن ميمون عن مطر الوراق عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا فردا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا إحدى عشرة مرة كتب الله له ألفي ألف حسنة ، ومن زاد زاد الله عز وجل ).
وعبيس بن ميمون متروك ، واهي الحديث .
قال أحمد ، والبخاري : منكر الحديث.
وقال ابن معين ، وأبو داود: ضعيف .
وقال الفلاس: متروك .
وقال ابن حبان : يروى عن الثقات الموضوعات توهما.
قال البخاري : منكر الحديث.
وقال ابن عدي : عامة ما يرويه غير محفوظ .
وقال النسائي: ليس بثقة .
“ميزان الاعتدال” (3/ 27) .
– ورواه ابن عساكر أيضا (53/ 118) من طريق أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان حدثنا أبو علي محمد بن سليمان بن حيدرة حدثنا أبو سليم إسماعيل بن حصن حدثنا أبو المغيرة حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي قال سمعت أنس مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أغاث ملهوفا إغاثة : غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة ، واحدة في الدنيا ، واثنتين وسبعين في الدرجات العلى من الجنة ، ومن قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة ) .
وهذا إسناد تالف ، ابن ذكوان : قال الذهبي : ” تكلم فيه عبد العزيز الكتاني ”
“ميزان الاعتدال” (2/ 498) .
ومحمد بن سليمان بن حيدرة مجهول الحال ، لم يوثقه أحد .
وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، وهذه منها .
والخلاصة :
أن هذا الحديث ضعيف جدا من جميع طرقه ، فلا يحتج به ، ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
ثانيا :
الراجح من أقوال أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يعمل به ، ولا يتعبد به ، لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها ، لا سيما إذا اشتد ضعفه ، وتفرد بإثبات سنة أو شعيرة لم يثبت أصلها بحديث صحيح .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
” لم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجبا أو مستحبا بحديث ضعيف ، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (1/251) .
وانظر لمزيد الفائدة إجابة السؤال رقم : (130210) ، وينظر جواب السؤال رقم : (131106) ، والإحالات المضمنة داخله .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة