0 / 0

أريد الزواج من ثانية من أجل الإنجاب وزوجتي ترفض ؟!

السؤال: 210316

نحن زوجان ، يبلغ الزوج من العمر 34 سنة ، والزوجة 32 سنة ، وعمر زواجنا 12 سنة ، وعندنا ولد يبلغ من العمر 8 سنوات ، جاء بعد 4 سنوات من زواجنا ، حملت الزوجة مرة أخرى ، لكن الحمل حصل خارج الرحم ، وتم استئصال الأنبوب الأيمن لها ، التحاليل إيجابية للزوج والزوجة ولا يوجد مانع معروف لتأخر الحمل حسب ما يقول الأطباء ، هذا العام في شهر شوال 1434هـ وكحل لتأخر الحمل اتجهنا لعمل تلقيح مجهري ( أطفال أنابيب ، – عمل مرة واحدة لارتفاع تكلفته – ، لكن العملية لم تنجح .
بيننا محبة كبيرة ، لكن حياتنا لا تخلو من المشكلات التي توجد في أي بيت ، الزوج الآن يرغب في الزواج من امرأة ثانية طلبا للولد ، وعندما أخبر الزوجة بذلك لم تقبل بهذا الأمر ؛ لحبها الشديد لزوجها ، وخوفها من تبعات هذا الزواج نفسيا واجتماعيا وأسريا على نفسها وعلى بيتها ، ولأنها لا يوجد عندها مانع معروف طبياً يمنع من حملها .
كلما تحاورنا في هذا الموضوع زادت حدة النقاش ، وأصبحت مؤثرة على استقرار حياتنا ، ولم نخرج بشيء ، فتوصلنا إلى ضرورة مشاركة طرف خارجي في حل المشكلة ، وقررنا صياغة سؤال يكتب بالاتفاق بيننا نستشير فيه أحد المختصين ونستنير برأيه في حل مشكلتنا ، فنرجو أن يراعي الجواب ذلك ، وأن يقدم المشورة المناسبة لكلا الطرفين .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بداية ، نرحب بك وبزوجتك في موقع الإسلام سؤال وجواب ، ونشكر لكما ثقتكما بالموقع ، نسأل الله أن يوفقنا ويسددنا لنصحكما .
أيها الفاضل ،
الزواج حق مشروع ، والتعدد كذلك حق مشروع ، لمن قدر عليه ، كما أن الزواج الأول : ينظر فيه إلى عنصر القدرة ؛ فإذا توفرت قدرة الزوج ، المادية ، والنفسية على الزواج الثاني : فليس هناك ما يمنع منه شرعا ، ولا عرفا ، ولا فطرة ؛ حتى ولو لم تكن هناك الحاجة الملحة لذلك التعدد من حالة الزوجة ، كأن تكون مريضة ، أو لا تنجب ، أو نحو ذلك ؛ فهذه كلها عوامل إضافية ، قد تعزز من حاجة الزوج ، أو تقوي دوافعه ؛ لكنها ـ في واقع الأمر ـ ليست شرطا للقبول بمبدأ الزواج الثاني .
ورغم ذلك الذي قدمناه ، فإننا ، ومن خلال التجارب الكثيرة الواقعية ، نعتقد أن الزواج الثاني واحد من أكثر المشاريع احتياجا للتأني والتبصر ، والموازنة بين ما يرجى أن يحققه من ربح ، وما يخشى أن يتركه من آثار جانبية ، أو خسائر ، عارضة ، أو أصلية !!
بينكما محبة كبيرة في حين يعاني غيركما من الجفاء والنضوب العاطفي ، ولكما طفل في حين لم يرزق غيركما به ، وليس هناك موانع ظاهرة تمنع الحمل ، رغم تأخره ، في حين غيركما يعلمان من غير شك أنهما عقيمان أو أحدهما كذلك ، وبينكما حوار وتواصل ، في حين تفتقد أغلبية الأسر إلى التفاهم والتواصل بل وحتى الكلام .
إننا نرجو لهذا الحب الذي بينكما : أن يدوم ، كما هو ؛ وما أكثر ما بني من بيوت على ذلك ، رغم ما كان من تعدد الزوجات ؛ أولم تكن عائشة أحب النساء إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ؛ وله غيرها من الزوجات ما هو معروف ؟!
إننا نقدر لكما ذلك الرقي في التعامل مع المشكلات بينكما ؛ فرغم أن الحياة لا تخلو من شيء من المنغصات ، فلقد بقي استحضار ذلك الأصل المهم : المحبة المتبادلة ، والحوار ، والبحث عن حل هادئ لمشكلة خلافية .
وهنا ينبغي أن نقول :
إن سألتمانا عن الحق ، والواجب ، و..
فمن حق الزوج أن يتزوج ، ما دام عنده المقدرة على أن يفتح بيتين ، ويعول أسرتين ، وقد علم ما يجب عليه لكل منهما ، وما فرض الله عليه من العدل ، وحسن العشرة .
ومن واجب الزوجة ، وإن عدد زوجها : أن تحفظ لزوجها العشرة بالمعروف ، وتعطيه ما له عليها من حق ، ولا تنغص عليه عيشه ؛ وليس لها أن تمنعه من الزواج بأخرى ، متى احتاج إلى ذلك ، ولا أن تجعل ذلك سببا لهدم بيتها ، أو تنغيص عيشها .
غير أننا نقول أيضا :
إن الحياة الزوجية لا تستقيم بقانون الحق ، والواجب فقط ؛ بل العشرة بالمعروف ، والإحسان ، وحسن العهد ، وحفظ الجميل ، وإكرام العشير ؛ كل هذه معاني يجب على كل من الزوجين أن يستصحبها في مسيرة حياته ، وعشرته مع صاحبه !!
ليس من حق الزوجة أن تمنعك مما أحل الله لك ، نعم ؛ لكن من حقها أن تخاف على بيتها ، على زوجها ، من حقها أن تخشى على الحب الذي بينكما أن يضيع ، إذا لم تكن جادا في الحفاظ عليها ، عارفا بما يجب عليك في ذلك الوضع الجديد .
ومن حق الزوجة أن تخاف ذلك الخوف المشروع ، لكن ليس من حقها أن تهدم بيتها بيدها ، متى خافت عليه من التجربة الجديدة أن تهدمه ؛ فليس ذلك من شأن العاقلين .
إننا نقترح أن تتفقا على مهلة معقولة بينكما ، تمهد الزوجة فيها نفسها لقبول ذلك الوضع الجديد ، ويتهيأ الزوج له ، بمعرفة متطلباته المادية ، والنفسية ؛ وفي هذه المدة : قد يمن الله عليكما بالولد الذي تطلبانه ، وحينئذ تنظران في أمركما من جديد .
فإن بقي الأمر على ما هو عليه ، فإننا ندعو الزوجة ألا تقف حجر عثرة أمام زوجها ، في أمر من حقه أن يطلبه ، وقد جبل الله النفوس على محبته وطلبه : الولد والذرية .
على أن تكون هذه الفترة معقولة ، متوسطة بينكما ؛ ليست من القصر ، بحيث لا يبدو لها قيمة في حواركما ، ومشروعكما ؛ وليست طويلة أيضا ، بحيث تشق على الزوج ، أو تفوت عليه حقه في طلب الذرية ، وكثرة الولد ، في فترة مبكرة ـ نسبيا ـ من عمره ؛ فقديما قالوا :
أبناء المشيب : يتامى !!
نسأل الله أن يقدر لكما الخير ، وأن يرزقكما الرضا بما قدر لكما ، وأن يجمع بينك وبين زوجك في خير ، ما بقيتما .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android