0 / 0

حديث : ( اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ ) ضعيف لا يصح .

السؤال: 210531

ما صحة الحديث : (اللهم أهدني من عندك ، وأفض علي من فضلك ، وانشر علي من رحمتك ، وأنزل علي من بركاتك ، إنه من وافى بهن تفتح له أربعة أبواب من أبواب الجنة يدخل من أيها شاء) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث رواه الطبراني في “المعجم الكبير” (940) ، وأبو نعيم في “المعرفة” (5742) ، وابن الأثير في “أسد الغابة” (4/366) ، وابن السني في “عمل اليوم والليلة” (133) – واللفظ له – : من طريق نَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: ” بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ قَبِيصَةُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا جَاءَ بِكَ ، وَقَدْ كَبِرَتْ سِنُّكَ ، وَرَقَّ عَظْمُكَ ؟ ) ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَبِرَتْ سِنِّي، وَرقَّ عَظْمِي ، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَاقْتَرَبَ أَجْلِي . فَقَالَ: ( أَعِدْ عَلَيَّ قَوْلَكَ ) ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا بَقِيَ حَوْلَكَ شَجَرٌ، وَلَا حَجَرٌ، وَلَا مَدَرٌ، إِلَّا بَكَى رَحْمَةً لِقَوْلِكَ ، فَهَاتِ حَاجَتَكَ ، فَقَدْ وَجَبَ حَقُّكَ ؟ )
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ؛ فَإِنِّي شَيْخٌ نَسِيُّ .
قَالَ: ( أَمَّا لِدُنْيَاكَ ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يُوقِيكَ اللَّهُ مِنْ بَلَايَا أَرْبَعٍ : مِنَ الْجُذَامِ ، وَالْجُنُونِ ، وَالْعَمَى ، وَالْفَالِجِ .
فَأَمَّا لِآخِرَتِكَ ، فَقُلِ : اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ ).
فَقَالَهَا الشَّيْخُ ، وَعَقَدَ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ .
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ: خَالُكَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَشَدَّ مَا ضَمَّ عَلَى أَصَابِعِهِ الْأَرْبَعِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ وَفَّى بِهِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يَدَعْهُنَّ ، لَيُفْتَحَنَّ لَهُ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، نافع بن عبد الله ، هو نافع ابن هرمز : متروك الحديث ، قال الذهبي في “الميزان” (4/ 243): ” كذبه ابن معين مرة ، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث ، وقال النسائي: ليس بثقة ” .

والحديث أورده الشيخ الألباني رحمه الله في ” السلسلة الضعيفة” (2928) من هذه الطريق ، وقال : ” ضعيف جدا ” .

وللحديث شاهد يرويه ابن السني في “عمل اليوم والليلة” (134) ، وأبو نعيم في “المعرفة” (5743) من طريق الْخَلِيل بْن مُرَّةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه .

وهذا أوهى من الأول ، محمد بن الفضل ، هو ابن عطية ، كذبه ابن معين ، والجوزجاني ، وعمرو بن علي الفلاس وغيرهم ، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار .
“تهذيب التهذيب” (9/401- 402)
والخليل بن مرة ضعفه ابن معين وغيره ، وقال البخاري : منكر الحديث .
“ميزان الاعتدال” (1/ 668) .

ورواه الإمام أحمد (20602) عن رَجُل مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ، قَالَ: ” أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: ( يَا قَبِيصَةُ مَا جَاءَ بِكَ؟ ) ، قُلْتُ : كَبِرَتْ سِنِّي ، وَرَقَّ عَظْمِي ، فَأَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مَا يَنْفَعُنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، قَالَ: ( يَا قَبِيصَةُ ، مَا مَرَرْتَ بِحَجَرٍ، وَلَا شَجَرٍ ، وَلَا مَدَرٍ ، إِلَّا اسْتَغْفَرَ لَكَ، يَا قَبِيصَةُ، إِذَا صَلَّيْتَ الْفَجْرَ ، فَقُلْ : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، تُعَافَى مِنَ الْعَمَى، وَالْجُذَامِ ، وَالْفَالِجِ ، يَا قَبِيصَةُ، قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِمَّا عِنْدَكَ ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ ) .
وإسناده ضعيف ؛ لجهالة راويه عن قبيصة رضي الله عنه .
وقال محققو المسند : ” إسناده ضعيف ” .

وبالجملة :
فالحديث ضعيف لا يصح ، وخاصة بالسياق الأول فإنه ضعيف جدا .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android