تنزيل
0 / 0

يعاني من الشكوك وضعف الثقة بالنفس

السؤال: 211221

أنا شاب مسلم ، التزمت منذ أكثر من عام تقريباً ، وأواجه مشكلتين أساسيتين متعلقتين بأمراض القلوب .
الأولى : الشك في الدين .
الثانية : حساسية مفرطة في قلبي تجاه الناس من حولي . فعلى سبيل المثال : أحب فتاة وفي كل مرة أراها أشعر بأثر ذلك في قلبي ، ومثال آخر : أني قد أحب بعض الأشخاص حباً شديداً في وقت قصير جداً ، وأحاول التشبه بهم . وهذا بالطبع ينم عن ضعف الثقة بالنفس . وعلى أن هذه المشاكل كانت تواجهني حتى قبل التدين ، إلا أنها أكثر أهمية بالنسبة لي الآن .
فكيف أنمي من ثقتي بتديني ، وأني على الطريق الصحيح ، وكيف أنمي ثقتي بنفسي ، وأتخلص من شعور النقص ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بداية نحب أن نطمئنك أن مثل هذه المشاعر العارضة التي تصيبك لا تأثير لها على دينك
والتزامك ، إن شاء الله ، والله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ الناس بها ، فقد بشرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم بأنه عز وجل عفا عن كل هذه الخواطر والوساوس ، فقد روى
البخاري (5269) ، ومسلم (127) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ
أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ به )
.

كما نطمئنك أيضا إلى أن مثل هذه المشاعر – سواء الشكوك أم اهتزاز الثقة بالنفس –
من الطبيعي أن تصيب من هم في مثل سنك ، فأوائل الشباب هذا غالبا ما يقترن بالبحث عن
القدوة ، والتأمل في قصص النجاح ، فكلما رأى الشاب اليافع نجاحا في إنسان – ولو
جزئيا – شعر بالضعف تجاهه ، وبالحاجة إلى تقليده ، ورجاء مستقبل مثله ، ولكن سرعان
ما يبدأ الشاب باستعادة توازنه ، ويشعر بالاستقلال في فكره واختياراته ، وذلك مع
تقدم السن أكثر ، والخوض في تجارب الدنيا وخبرات الحياة ، وحينها ستنظر إلى هذه
المشاعر بإذن الله على أنها صفحة من الماضي وطويت ، بل سيصيبك العجب كيف كانت
تلاحقك وتقلق نفسك وفكرك !

إلا أننا هنا يمكننا أن نقترح بعض الأفكار التي تساعد في تعزيز الثقة بالنفس ،
ومن ذلك :
أولا :
تحديد الأهداف التي تنوي تحقيقها في حياتك ، ومن ثم الخطة التي ستسير عليها لتحقيق
تلك الأهداف والطموحات ، سواء في سلك العمل أو التعليم أو التجارة ونحو ذلك ،
فالتخطيط للحياة من أهم أسباب النجاح ، وغالبا ما يستغرق معه الإنسان في قطع مراحل
خطته ، فينشغل بنفسه عن الآخرين ، ويرتبط بطموحاته وتحقيق النجاحات أكثر فأكثر ،
وهكذا تتعزز ثقته بنفسه ، ويستقل بشخصيته .
ثانيا :
القراءة الواسعة في سير الأئمة والعلماء والمصلحين في التاريخ الإسلامي والعالمي ؛
والاستكثار من ذلك ، حتى يولد عند القارئ شعورا باستضعاف أغلب جهود من جاء بعدهم ،
أو يولد لديه شعورا باعتياد مثل هذه النجاحات والإبداعات عبر التاريخ ، فلا يبقى
قلبه سريع التعلق والتأثر بكل قصة نجاح يسمعها ، أو بكل شخصية قوية يقرأ عنها .
ثالثا :
التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيتك ، والعناية بها ، واستذكارها عند كل شعور
بالنقص تجاه أحد الناس ، فكل إنسان ينطوي في داخله على الكثير من الجوانب الرائعة
التي يثني عليه بها من حوله ، وبهذا يمكنك أن تعزز ثقتك بنفسك ، حين تستذكر فضل
الله عليك ، ونعمته أن حباك الكثير من الخصال الطيبة .
رابعا :
تعزيز محبة الله سبحانه ، والتعلق به عز وجل دون غيره من البشر ، فالعبد المخلص لله
تعالى هو الذي تخلص من قيود العبودية لكل ما سواه عز وجل ، وحينئذ لا يبقى لأحد من
البشر في قلبه أي تعلق ، سوى الحب والاحترام بحسب منزلته ومكانته ، وهذه مرتبة
عالية من مراتب العبودية ، لا يبلغها العبد إلا بمجاهدة طويلة ، وإصرار مستمر على
تحقيق هذه المحبة في القلب بكل صورها ومعانيها .
خامسا :
وأخيرا ننصحك بمتابعة بعض الدورات المفيدة في هذا الجانب ، تعزيز الجانب النفسي
وقدرات التواصل مع الآخرين ، وإيقاظ القدرات الكامنة في كل واحد منا من خلال
الأفكار النيرة وبيان أهمية الإرادة والعزيمة في هذا الإطار ، ولا مانع من
الاستشارة المباشرة لبعض الأخصائيين النفسيين ، فلعل التعامل المباشر : يضيء جانبا
، لم يلتفت إليه البعيد .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android