تنزيل
0 / 0

حديث متداول في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة .

السؤال: 211384

هل هذا الحديث ضعيف أم موضوع ؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ” من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثمانين مرة بعد صلاة العصر يوم الجمعة قبل أن يقوم من مكانه غُفرت له ذنوب ثمانين عاماً ، وكتبت له عبادة ثمانين سنة ” ؟
وما الحكم في بعض المؤسسات التي طبعت ووزعت الملايين من هذا الحديث ؟
ومن هو عبد الله بن النعمان المحدث ، لأنه صنف هذا الحديث على أنه حسن ؟
فأرجو منكم تفصيل القول في هذا الحديث .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تقدم في جواب السؤال رقم : (202162)
تخريج هذا الحديث ، وبيان شدة ضعفه ووهائه ، وقال الحافظ في ” لسان الميزان ”
(2/178) : ” حديث منكر ” ، وقال علماء اللجنة الدائمة :
” هذا الحديث لا أصل له ، فلا يجوز العمل به ، والصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم مستحبة دائما ، وتتأكد في يوم الجمعة من غير تخصيص بساعة معينة منه ” انتهى من
” فتاوى اللجنة الدائمة ” (24/ 162) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” ليس بصحيح ” .
انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (6/ 2) بترقيم الشاملة .
فقد تتابعت عبارات العلماء على الحكم على هذا الحديث بالوهاء ، والضعف الشديد ،
فمنهم من قال موضوع ، ومنهم من قال لا أصل له ، ومنهم من قال منكر . وهو حري بذلك
كله ، فهو حديث باطل لا يجوز التعويل عليه ، ولا روايته إلا مع بيان حاله .

أما قول الحافظ العراقي في ”
تخريج أحاديث الإحياء ” (ص 220) :
” أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة ابْن الْمسيب قَالَ أَظُنهُ عَن أبي
هُرَيْرَة وَقَالَ حَدِيث غَرِيب ، وَقَالَ ابْن النُّعْمَان : حَدِيث حسن ” انتهى
.
وأما ابن النعمان ، هذا الذي نقل عنه العراقي تحسين الحديث : فلا نعرفه ، ولم يذكره
العراقي في كتابه هذا إلا في هذا الموضع ، ومن الواضح أن يكون أحد المشتغلين
بالحديث من أهل العلم ، وعلى أية حال : فقوله ” حديث حسن ” ، لا يوافق عليه ؛ بل هو
مردود بكلام العلماء الذين حكموا عليه بالضعف والنكارة ، وبما ظهر من تخريجه
بطريقيه من وهائه وشدة ضعفه .

وربما قصد ابن النعمان هذا
بتحسينه أنه حسن المعنى ، وهذا يقع أحيانا في كلام بعض أهل العلم ، وهو يشير بذلك
إلى أن الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة من السنة ،
وهذا حق .
راجع جواب السؤال رقم : (13815) .
ولكن ما ذكر في الحديث من تخصيص الوقت بعد العصر بذلك ، وأن يكون العدد ثمانين مرة
، وأن يكون ذلك قبل أن يقوم من مقامه ، والجزاء المترتب على ذلك ، كل ذلك لا دليل
عليه إلا هذا الحديث الباطل ، فلا يعتد به ، وإنما جاءت السنة بمطلق الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في أي ساعة منه ، كما جاءت بالحث على ذلك أيضا
ليلة الجمعة ، كما روى البيهقي في ” سننه ” (5994) عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى
الله عَلَيْهِ عَشْرًا ) .
وحسنه الألباني في ” الصحيحة ” (1407) .
فالمشروع : إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها ، دون
تحديد لوقت معين أو عدد معين .
أما قيام بعض المؤسسات بطبع هذا الحديث وتوزيعه ونشره في الناس : فعمل منكر لا يجوز
، والواجب نهيهم عن ذلك وتحذيرهم من عاقبته ؛ فإن الحديث باطل بشهادة أهل الاختصاص
، وقد روى مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ
) .
قال النووي رحمه الله :
” فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى
ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون
كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ ” انتهى .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : ( َمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ
مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (110) ، ومسلم (3) .
قال النووي رحمه الله :
” يَحْرُم رِوَايَة الْحَدِيث الْمَوْضُوع عَلَى مَنْ عَرَفَ كَوْنَهُ مَوْضُوعًا
أَوْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ وَضْعُهُ ، فَمَنْ رَوَى حَدِيثًا عَلِمَ أَوْ ظَنَّ
وَضْعَهُ وَلَمْ يُبَيِّنْ حَالَ رِوَايَتِهِ وَضْعَهُ فَهُوَ دَاخِل فِي هَذَا
الْوَعِيد , مُنْدَرِج فِي جُمْلَة الْكَاذِبِينَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَيْضًا الْحَدِيث السَّابِق ” مَنْ
حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ”
انتهى .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن بعض تلك الأحاديث الموضوعة التي ينشرها بعض من
لا علم له ، فقال بعد بيان وضعه وبطلانه :
” أحذر إخواني المسلمين من الاغترار بهذا الحديث وأمثاله من الأخبار الموضوعة أو
العمل على طبعها أو نشرها بين المسلمين ؛ لما في ذلك من تضليل العامة والتلبيس
عليهم والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وعد المتعمد له بالوعيد العظيم
” انتهى من “مجموع فتاوى ابن باز” (26/ 330) .
راجع جواب السؤال : (13815) لتتعرف على
موقف المسلم من الأحاديث الضعيفة والمكذوبة .
وراجع جواب السؤال : (88102) لمعرفة أن
تحديد عدد معين للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من البدع المحدثة .
وراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (98780)
، ورقم : (130210)
.

والله تعالى أعلم ..

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android