تنزيل
0 / 0

حكم قول بعض العامة في ذم النساء: لا تلوموا أبا جهل لما دفنهم

السؤال: 211708

انتشرت هذه الأيام عبارة ” لو كان أبو جهل موجود كان دفنهم ” أو ” بعذر أبو جهل كان يدفنهم ” أو ” لا تلومون أبا جهل لما دفنهم ” !
إذا تكلموا عن البنات وحركاتهم وسوالفهم ، فهل هذه العبارة صحيحة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذه العبارات من أقبح ما يصدر عن المسلم ، وأقبح ما يتمنى المرء في قلبه وعلى لسانه
؛ ذلك أن وأد البنات من كبائر الذنوب ، وهو من خصال الجاهلية الذميمة ، التي تأباها
الفطرة السليمة ، وتظاهرت أدلة الشرع على إبطالها والتنفير منها .
والمسلم إذا تمنى في قلبه ، أو نطق بلسانه : تأييداً ، أو موافقةً على إحدى الجرائم
، كان له نصيب من الإثم أيضا ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضي الله
عنه : ( كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا . فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، وَإِنَّا
لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ
، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، أَوْ عَلَى
مَنَاخِرِهِمْ ، إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ) رواه الترمذي (2616) وقال : حسن
صحيح ، وصححه الألباني في ” إرواء الغليل” (413) .

وكيف يطيب لمسلم أن يثني على
ما قام به أهل الجاهلية من قتل الأنفس البريئة ، أو يلتمس لهم العذر فيما فعلوا ؟!
ثم لا يكتفي حتى يصرح باسم فرعون هذه الأمة وطاغوتها ، عدو الله أبي جهل ، فيلين من
حاله ، أو يحسنه !!
ألهذه الدرجة هان الدين في نفوس الناس ؟!

فقائل هذه الكلمة إن سلم من
الكفر ، لم يسلم من كبيرة من أكبر الكبائر ، فإنه يقف في صف أبي جهل مدافعا عنه ،
ويعارض القرآن الكريم ، وكفى بهذا قبحا!
وقد نهى الله تعالى في القرآن الكريم عدة مرات عن قتل الأولاد وقتل النفس إلا بالحق
، فكأن قائل هذه العبارة يصوب فعل أبي جهل ، ويخطئ القرآن الكريم؟!
قال الله تعالى : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ . بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )
التكوير/8-9.
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
” هو الذي كانت الجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء ، من غير سبب ، إلا
خشية الفقر ، فتسأل : ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )، ومن المعلوم أنها ليس لها ذنب ،
ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها ” انتهى من ” تيسير الكريم الرحمن ” (ص/912) .

وهب أنها فعلت ما فعلت .
وهب أنها تفاحشت .
وهب أنها زنت … ، والعياذ بالله .
فما بهذا جاء دين الله ، وليس هذا هو ما تستحقه في شرع الله !!
فهي كلمة باطلة ، على كل وجه ، وبكل حال ..

والواجب على المسلم دائما
تقوى الله تعالى في كلامه وسكوته ، فيكون نصيرا للحق ، محاربا للظلم ، متورعا أن
ينال إثما ، بزلة لسان يوافق فيها الظلمة ، ويؤيد بها الإجرام .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ الْعَبْدَ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا ، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ
أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) رواه البخاري (6477) ، ومسلم
(2988) .
وهذا يدعونا إلى التأمل مرة أخرى في سلوكنا ، وتقويم زلات ألسنتنا ، كي تستقيم
حياتنا بإذن الله وفق شرع الله .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android