0 / 0
46,93514/05/2014

حديث : من ترك الصلاة متعمدا ، فقد خرج من الملة !!

السؤال: 211743

أوردتم في الفتوى رقم : (5208) كلاماً للشيخ ابن عثيمين ذكر فيه الحديث التالي: أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تتركوا الصلاة عمدا فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من الملة “.
في العادة تقومون بذكر المرجع للحديث بل وتذكرون اسم المحدث الذي صححه ، أما في هذا الحديث فلم أر شيئاً وهذا غريب ، فإذا كان الحديث صحيحاً فلا أظن أن هناك أي اختلاف حوله ، فمن هذا الذي سيجادل في حديث واضح كهذا.
فأتمنى ذكر مراجع هذا الحديث ، ومن من الأئمة صححه أو حسنه ، وفي أي كتاب وصفحة .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
من أمانة العلم ، والعدالة التي ينبغي أن تكون في الناقل : الحرص على نقل كلام العالم أو الشيخ كما ورد في كتابه أو على لسانه ، دون زيادة فيه أو نقصان منه ، إلا لحاجة من تلخيص ونحوه .
والحديث المشار إليه في السؤال : نقلناه عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، كما ذكره ، وعادتنا في التخريج : أن نذكر الحديث الذي نقلناه نحن ، ونبين مصدره ، ودرجته ، وأما حين ننقل كلاما لبعض أهل العلم : فإننا ننقله كما ذكره ، ولا نتعرض لتخريج الأحاديث والنصوص التي يستشهد بها العالم ، عادة .
وينظر جواب السؤال رقم : (147885) .

ثانيا :
هذا الحديث رواه الشاشي في “مسنده” (1309) ، وابن نصر في “تعظيم قدر الصلاة” (2/ 889) ، وابن عبد الحكم في “الفتوح” (ص300) ، والضياء في “المختارة” (351)
عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ” أَوْصَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتُمْ ، أَوْ حُرِّقْتُمْ ، أَوْ صُلِّبْتُمْ ، وَلَا تَتْرُكُوا الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدِينَ ، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْمِلَّةِ ، وَلَا تَقْرَبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا رَأْسُ الْخَطَايَا ) .
وهذا إسناد ضعيف ، يزيد بن قوذر : مجهول الحال ، ذكره البخاري في “التاريخ” (8/353) ، وابن أبي حاتم في “الجرح والتعديل” (9/ 284) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .
وسلمة بن شريح قال الذهبي في “الميزان” (2/190) : ” لا يعرف ” ، وأقره الحافظ في “اللسان” (3/69) .
والحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ” ضعيف الترغيب والترهيب “(300) .

وفي معناه أيضا : حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ: ” أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ: ( لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ ، وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا ، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ، وَلَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ) .
رواه ابن ماجة (4034) من طريق شهر بن حوشب قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” وفي إسناده ضعف” انتهى من “تلخيص الحبير” (2/148) ، وحسنه الألباني في “صحيح ابن ماجة” .
فمثل حديث عبادة ، أو حديث أبي الدرداء ، يذكره العلماء عادة ، في مثل هذه المقام ، لأن ضعفه يسير ، يحتمل أن ينجبر بغيره من الشواهد .

وينظر : “مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم”، لابن الملقن (5/2405-2409) ، حاشية المحقق ، حيث تتبع طرقه ، وصححه بها .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android