تنزيل
0 / 0

فقدت الثقة في نفسي ، بسبب مقارنة مع أخت زوجي !!

السؤال: 212179

أنا فتاة عمري 20 عام ، طالبة هندسة في الجامعة ، والحمد لله على قدر كبير من الثقافة والأخلاق !
مشكلتي بدأت عندما قارنت نفسي بأخت خطيبي ، وكانت نتيجة هذه المقارنة مصارحته لي بأنه يرى أخته أجمل مني بالشكل واللباس ، ومنذ ذاك اليوم وأنا فاقدة ثقتي بنفسي ، بينه وبين عائلته ! وطوال حياتي لم أغر من فتاة ، لكنني الآن أجد الغيرة تحرقني من أخته ، فقط لا غير !
الغيرة منها بدأت تدمرني ، وتدمر حياتي معه ، وبدأت ثقتي تتلاشى ، شيئا ، فشيئا .
فما الحل ، وأنا مجبرة لأن أتعامل معها ، بل وأعيش معهم ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إن من الأخطاء التي نقع فيها من حيث لا ندري ، أن ننبش وراء المخبوءات ، وأن نبحث
وراء ما لا يجب البحث خلفه ، فتكون النهاية خيبة وألما واستكشافا لأكثر مما كنا نود
معرفته .
هكذا كانت بداية مشكلتك أختنا ، وتلك كانت غلطتك : أن تطلبي من خطيبك أن يفصل في
الحكم في مقارنة بينك وبين أخته ، ولعلك كنت تعلمين قبلا تلك الفوارق بينكما ،
ولربما كنت تتمنين ألا يكون خطيبك منتبها لها ، فيراك الأجمل والأفضل ، ويشبع
غريزتك الأنثوية في حب المديح والإطراء ، ويهدأ بالك وأنت تعلمين أنك في عينيه
الأفضل ، لكنك وصلت لعكس مراميك ، وسمعت ما لا يرضيك وتقلبت بين فقدان الثقة في
النفس ، والغيرة المذمومة ، وتكدر الخاطر والمزاج .
قد أخطأ خطيبك حينما صارحك بما صارحك به ، فقد كان بإمكانه التورية ، أو حتى الكذب
المباح في هذه المواقف ، وقد أخطأت أكثر حينما دخلت في مقارنة لم تجن منها سوى
الحسرة والألم ، وحينما كرست بشكل غير مباشر وربما دون قصد منك ، أن الجمال جمال
الهيئة والشكل ، مغفلة من جهة أن الله قد فرق الأرزاق ، وجعل لكل حظه من الجمال ،
ومن جهة أن الجمال الحقيقي يبدأ من الروح وينبعث من الأعمال .
ويرجى مراجعة الجواب التالي : (100942) .
أختنا الفاضلة ،
لا شك أن الموقف قد سبب لك آلاما نفسية ، ولا شك أن ذلك ابتلاء من الله ، فكل ما
يصيب المرء من آلام فهي تمحيص وتطهير من الله سبحانه لعباده ، قال صلى الله عليه
وسلم : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ
اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ). رواه البخاري
(5641) ، ومسلم (2573) ، فلتصبري ولتحتسبي ، ولتعملي جاهدة على أن تخرجي مما أنت
فيه ، واستعيني بكل ما يسهل عليك ذلك ، ومن أهمه :
– حسن اللجوء إلى الله بالتوكل عليه وبالدعاء المستمر أن يفرج ما بك ، فهو وحده
القادر على إخراجك مما أنت فيه ، وتغيير حالك لأحسن حال ، قال ابن القيم رحمه الله
: ” مَن أقبل على الله بصدقٍ ، وألَحَّ عليه بالدعاء ، وأَكثَرَ من سؤالِه أجاب
الله دعاءَه ، وحقَّق رجاءَه ، وأعطاه سُؤْلَه ، وفتح له أبوابَ الخير والسعادة في
الدنيا والآخرة ” انتهى من ” الجواب الكافي” (4) ، مع تحري أوقات الاستجابة كالثلث
الأخير من الليل ، وبعد العصر من يوم الجمعة ، وبين الأذان والإقامة ، وحال السجود
.
– التيقن من أن المخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، بل لو اجتمعت الأمة على أن
ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء
، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .
فالأمر كله بيد الله تعالى ، وهو الأحق بخوفك ورجائك ، ورغبك ورهبك ، ومن استقام
على أمر الله تعالى واعتصم به ، فهو أعز الناس ؛ فإن الله تعالى كتب العزة لعباده
المؤمنين ، كما قال تعالى : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) المنافقون / 8 .
– إصلاح صورتك الداخلية الذاتية ، وتعزيز الثقة في نفسك ، وذلك بالتعرف عليها عن
قرب ، ومحاولة استكشاف مميزاتك ، والنظر إلى ما أنعم الله عليك من النعم والمواهب
بعين الشكر والتقدير ، والرضا والقبول ، فما استديمت النعم ، ولا عظمت بمثل شكرها .

– الكف عن المقارنة بينك وبين غيرك ، فإن في ذلك هدما لشخصيتك ، وأشد من ذلك كله :
التسخط على ما أعطاك الله ، وعدم الرضا بتدبيره وتصريفه ، وعطائه ورزقه لعباده .

– عدم الاسترسال مع الأفكار السلبية المحبطة ، بل قدري ما أنت فيه من فضل من الله
ونعمة ، وحدثي نفسك بذلك ، وعززي ثقتها في الله ، وشكرها لعطائه ومنه ، وما أنعم
الله به عليها .
– تحديد أهدافك في الحياة بصفة عامة ، وفي حياتك الزوجية بصفة خاصة ، وذلك بدقة
وتفصيل حتى تتبيني هدفك وما تريدين ، ويتعزز عندك جانب الثقة في النفس .
– نظرتك الغيورة لأخت زوجك لن تزيد إلا في ألمك ، وهدم ما تبقى لك من ثقة في نفسك ،
فحاولي ما أمكنك إخراجها من حساباتك ، واعلمي أنها لا سلطان لها على زوجك ؛ بمعنى
أنها لن تشاركك فيه ، وتوشك أن ترحل عنك إلى بيتها ، أو ترحلي عنها إلى بيت زوجك ،
ولن تكون يوما ما شريكة لك في زوجك ، فلم كل هذا التنغيص ، يا أمة الله ؟!
– حبه لأخته ، وافتخاره بها يجب ألا يكون سببا في غيرتك منها ، أو في هدم الأواصر
بينكما ، وتذكري أنها لم تسئ لك ولم تؤذك ، فلا تتركي الشيطان ينزغ بينكما ، أو
يوقع في نفسك الغل منها ، والحسد لها ، واحذري أن تكوني ـ يوما من الدهر ـ سببا في
التفرقة بين خطيبك وأخته ، فإن لها عليه حق الرحم والأخوة الجامعة ؛ فأعينيه على
أداء واجبه ، واحذري أن تكوني عونا للشيطان عليه .
واطلعي فضلا على الرد التالي ، ففيه مزيد تفصيل في هذه النقطة : (20927)
.
وختاما ، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي صدرك مما تجدين ، وأن يعينك على
نفسك الأمارة بالسوء ، وأن يصلح بينك وبين أخت زوجك ، وأن يؤلف بين قلوبكم جميعا ،
ويجمعكم على الخير .
والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android