تنزيل
0 / 0

شبهة حول القول بتحريم زيارة النساء القبور وردّها .

السؤال: 212378

هل الحديث رقم 1392 في مستدرك الحاكم الذي يتحدث عن زيارة النساء للمقابر حديث صحيح أم ضعيف ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
اُخْتُلِفَ فِي زِيَارَة النِّسَاء لِلْمَقَابِرِ عَلَى ثَلَاثَة أَقْوَال .
أَحَدهَا : التَّحْرِيم , وَالثَّانِي : يُكْرَه مِنْ غَيْر تَحْرِيم . وَالثَّالِث
: أَنَّهُ مُبَاح لَهُنَّ غَيْر مَكْرُوه .
“تهذيب السنن” – لابن القيم (2 /106-107) .
وقد سبق في الموقع اختيار القول بالتحريم ، انظر جواب السؤال رقم : (8198)
، (34464) .
ثانيا :
مما احتج به القائلون بالإباحة : ما رواه الحاكم (1392) ،
ومن طريقه البيهقي (7207) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ : ”
أَنَّ عَائِشَةَ أَقْبَلَتْ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْمَقَابِرِ ، فَقُلْتُ لَهَا : يَا
أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ ؟ قَالَتْ : مِنْ قَبْرِ أَخِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، فَقُلْتُ لَهَا : أَلَيْسَ كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ؟ قَالَتْ
: نَعَمْ ، كَانَ قَدْ نَهَى ، ثُمَّ أُمِرَ بِزِيَارَتِهَا ” .
وهو حديث صحيح الإسناد ، رجاله كلهم ثقات . قال الحافظ العراقي :
” أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور بِإِسْنَاد جيد ” .
“تخريج أحاديث الإحياء” (ص 1872) .
وصححه الألباني في “الإرواء” (3/233) .
ورواه ابن ماجة (1570) مختصرا ، ولفظه : عَنْ عَائِشَةَ : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ ” .
وصححه البوصيري في “الزوائد” (2/42) .
ورواه الترمذي (1055) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ولفظه : قَالَ: ”
تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِحُبْشِيٍّ ، قَالَ: فَحُمِلَ
إِلَى مَكَّةَ ، فَدُفِنَ فِيهَا ، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ أَتَتْ قَبْرَ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ:
وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ
يَتَصَدَّعَا
فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالــــــــــــــِكًا لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ
نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
ثُمَّ قَالَتْ: ” وَاللَّهِ لَوْ حَضَرْتُكَ مَا دُفِنْتَ إِلَّا حَيْثُ مُتَّ ،
وَلَوْ شَهِدْتُكَ مَا زُرْتُكَ ” .
وضعف الألباني هذه الرواية في “ضعيف الترمذي” .

وقد أجاب المانعون من زيارة
المقابر عن هذا الحديث بأجوبة ، منها :
– أنها لم تخرج إليه للزيارة ، وإنما خرجت للحج فمرت بقبره فوقفت عليه للدعاء له .

– ومنها أنه على فرض أنها قصدت الزيارة ، فهو اجتهاد منها رضي الله عنها لا يعارض
الأخبار الثابتة التي وردت في نهي النساء عن زيارة القبور.
– ومنها أن قولها : ( كَانَ قَدْ نَهَى ، ثُمَّ أُمِرَ بِزِيَارَتِهَا ) خبر عام ،
لم تتعرض فيه لحكم زيارة النساء خاصة ، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم : ( كنت
نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا ) رواه مسلم (977) . قال ابن
القيم رحمه الله : ” … وَعَائِشَة إِنَّمَا قَدِمَتْ مَكَّة لِلْحَجِّ ,
فَمَرَّتْ عَلَى قَبْر أَخِيهَا فِي طَرِيقهَا ، فَوَقَفَتْ عَلَيْهِ , وَهَذَا لَا
بَأْس بِهِ , إِنَّمَا الْكَلَام فِي قَصْدهنَّ الْخُرُوج لِزِيَارَةِ الْقُبُور ،
وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهَا عَدَلَتْ إِلَيْهِ وَقَصَدَتْ زِيَارَته , فَهِيَ قَدْ
قَالَتْ ” لَوْ شَهِدْتُك لَمَا زُرْتُك ” ، وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ مِنْ
الْمُسْتَقَرّ الْمَعْلُوم عِنْدهَا : أَنَّ النِّسَاء لَا يُشْرَع لَهُنَّ
زِيَارَة الْقُبُور , وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ فِي قَوْلهَا ذَلِكَ مَعْنًى . وَأَمَّا
رِوَايَة الْبَيْهَقِيِّ , وَقَوْلهَا ” نَهَى عَنْهَا ثُمَّ أَمَرَ بِزِيَارَتِهَا
” : … لَوْ صَحَّ ؛ فَهِيَ تَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ غَيْرهَا مِنْ دُخُول
النِّسَاء , وَالْحُجَّة فِي قَوْل الْمَعْصُوم , لَا فِي تَأْوِيل الرَّاوِي ,
وَتَأْوِيله إِنَّمَا يَكُون مَقْبُولًا , حَيْثُ لَا يُعَارِضهُ مَا هُوَ أَقْوَى
مِنْهُ , وَهَذَا قَدْ عَارَضَهُ أَحَادِيث الْمَنْع ” انتهى من” تهذيب السنن ”
(2/110-111) .
وينظر : “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين ” (9/ 430) ، ” فتاوى اللجنة الدائمة ” (9/
103) .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android