0 / 0

تريد المشورة في الاختيار بين رجلين تقدما لخطبتها

السؤال: 212433

أنا بنت متقدم لى عريسان ، الأول أحبه ، والثاني لا أشعر تجاهه بعاطفة ، الأول أخلاقه جيدة ، ولا ينقصه شيء من أساسيات الدين , إلا أن الثاني الذي لا أشعر تجاهه بعاطفة : يفوقه كثيرا ، من ناحية كثرة الطاعات ، والقرب إلى الله ، وتعلم الدين ، وما إلى ذلك .
عندي ميل لأقبل الأول متمنية أن يزداد مستواه الدينى مع الوقت ، وهو يعدني بذلك ، ولكنى أخاف أن أكون بذلك قد غلبت هواى ، ودنياي ، على آخرتي ؛ أرجو الإفادة .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا نملك هنا إلا أن نقدم لك بعض الإضاءات التي تعينك على اتخاذ قرارك ، وتحمل مسؤوليته بنفسك ؛ لا أن نتخذ نحن هذا القرار بدلا عنك ، فهذا لا نملكه ، ولا ينبغي أن يملكه أحد سواك !!
إن أساسيات الدين التي تسمح لنا بالنظر في حال الخاطب الأول ، والتي ذكرت أنها لا تنقصه : هي شيء مجمل جدا في عبارتك ، وفي تقدير الناس واعتبارهم ؛ والذي يجب أن يكون واضحا في ذهنك أن تكون أساسيات الدين ، وهي الحد الأدنى الذي لا يقبل التنازل عنه : أن يكون معروفا بسلامة اعتقاده ودينه بصفة عامة ، محافظا على أداء الفرائض ، وأهمها وأعظمها الصلوات الخمس ، من أهل الجماعات في المساجد ، محبا للدين معظما له ، مبتعدا عن المحرمات ، حريصا على أكل الحلال .
ثم لا يشترط بعد ذلك : أن يكون صواما ، قواما ، حافظا للقرآن ، منشغلا بطلب العلم ، أو الدعوة إلى الله ، أو نحو ذلك من فضائل الأعمال ، والميزات الخاصة في بعض الأشخاص ، فمثل هذا ليس من الأساسيات الواجب توافرها ، وقد يكون شخص من عامة الناس ، ممن ذكرنا حاله أولا في محافظته على الواجبات ، وتركه للمحرمات ، من أهل الاقتصاد في الدين ، ليس مفرطا ، فاسقا ، ولا هو من العباد الزهاد ، قد يكون مثل هذا أحسن عشرة ، وأشد إكراما لأهله ، ومعرفة بحقوقهم من غيره .
فإن كانت الأساسيات التي رأيت أنها في الخاطب الأول ، هي على النحو الذي ذكرناه ، فلا يضرك تقصيره في النوافل ، أو عدم انشغاله بطلب العلم ، ونحو ذلك ، وما دام قد خطبك ، وعندك ميل إليه : فلا حرج عليك في قبوله ، وتقديمه على غيره ، بعد استخارة الله ، وسؤاله التوفيق والسداد ؛ فإنه لا شيء أقطع لتعلق القلب بشخص ، مثل الزواج به ، وإعفاف النفس بالوصال الحلال .
وأما إذا كنت تعنين بأساسيات الدين : مفهوما آخر ، وقدرا من التدين العام المعروف عند كثير من الناس ، ثم لا يهتم بصلواته الخمس ، ولا يعظم أمر الجماعة ، أو كان ممن يتهاون في شأن المحرمات ونحو ذلك : فمثل هذا لا ينبغي لك أن تقبليه أصلا ، سواء كان هناك خاطب سواه ، أو لا ؛ فإما أن تقبلي الخاطب الثاني ، أو لا ، هذا أمر آخر ، لكن لا ينبغي أن يدخل الأول ـ إذا كانت هذه حاله ـ في حسابك أصلا !!
ومن شأن الزمان ، ومجاهدة النفس ، وإعفافها بالوصال الحلال : من شأن ذلك كله أن ينسيك ذلك التعلق بالشخص الأول ، الذي يفترض أن يكون باهتا حتى الآن ، يزول بأقرب دافع عنه ، مع سد أبوابه ، وقطع علائقه .
وأما وعده لك : فليف بعهد الله لعباده بطاعته ، وترك محارمه أولا ؛ ثم ننظر في وعده لك !!
وينظر جوب السؤال رقم : (82010) ، ورقم : (85056) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android