عبارة “إنا لله وإنا إليه راجعون” هل يمكن قولها عند موت الحيوانات ؟
هل يشرع الاسترجاع عند موت الحيوانات ؟
السؤال: 212571
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
المشروع لمن أصيب بمصيبة – ولو صغرت – أن يصبر ويحتسب ويسترجع ، ويقول : ” إنا لله وإنا إليه راجعون ” قال ابن عثيمين رحمه الله :
” واجب المؤمن إذا أصيب بأي مصيبة ، أن يقول ما أثنى الله على قائليه : ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) وكما ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( ما من مسلم يصاب بمصيبة ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ، إلا آجره الله ، وأخلف له خيراً منها) رواه مسلم (918) ” انتهى من” فتاوى نور على الدرب” (9/ 2) بترقيم الشاملة .
فإذا كان المسلم يملك حيوانا محترما كبهيمة الأنعام ، فمات ، فإنه مصاب أصيب به في ماله ، يشرع له الاحتساب والاسترجاع لأجله .
وقد روى ابن أبي شيبة (26652) بسند صحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : ” انْقَطَعَ قُبَالُ نَعْلِ عُمَرَ ( وهو السير الذي يعقد فيه الشسع ) ، فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفِي قُبَالِ نَعْلِكَ ؟ قَالَ: ” نَعَمْ، كُلُّ شَيْءٍ أَصَابَ الْمُؤْمِنَ يَكْرَهُهُ , فَهُوَ مُصِيبَةٌ ” .
وقال القرطبي رحمه الله :
” المصيبة: النكبة ينكبها الإنسان ، وإن صغرت ” انتهى من “تفسير القرطبي” (2/ 175) .
راجع إجابة السؤال رقم : (157920) .
أما إذا كان هذا الحيوان مما يحرم اقتناؤه ، أو كان موته ليس بمصيبة في الحقيقة ، مثل أن يكون مملوكا لغيره ، أو لا يكون مملوكا لأحد ، بل هو من الحيوانات البرية : فلا يظهر وجه للاسترجاع والاحتساب في موت مثل ذلك .
لكن لو أنه تذكر الموت ، بما رأى من موت ذلك الحيوان ، فاسترجع ، وتذكر موت الخلق ، ورجوعهم إلى ربهم : فمثل هذا لا بأس به ، إن شاء الله ، وهو من التفكر والتذكر المشروع .
قال القرطبي رحمه الله :
” قوله:” إنا لله” : توحيد وإقرار بالعبودية والملك .
وقوله: ” وإنا إليه راجعون” : إقرار بالهُلْك على أنفسنا ، والبعث من قبورنا، واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له ” انتهى من ” تفسير القرطبي” (2/ 176) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
” الكافر إذا مات فلا بأس أن نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله ، ولو كان من غير أقربائك ؛ لأن كل الناس إليه راجعون ، وكل الناس ملك لله سبحانه وتعالى، فلا بأس بهذا ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (ص 375) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة