0 / 0
11,52427/05/2014

ظهر لي أنه كان يخفي عني حقيقته ، فهل أفسخ الخطوبة ؟

السؤال: 212689

تعرفت على شخص منذ 4 سنوات ، وبعدها تقدم لخطبتي ، ولكن لظروف مادية تأجل زواجنا ، فأهلي رفضوا الأمر ، وطلبوا مني فسخ الخطوبة إلا أني أصررت على أن أكمل ، بعد عامين من الخطوبة : حدد هو موعد الزواج ، ولكن في تلك الأثناء اكتشف أخي أنه أخفى عني عمره الحقيقي ، ومستواه الثقافي ، ولما واجهته أنكر في الأول ، وبعدها اعترف أنه أراد أن يجمل نفسه في أول تعرفنا ، ولم يستطيع بعدها إعلامي ، خوفا من أن أبتعد عنه !!

أنا لم أستطع اتخاذ أي قرار ؛ فهل دينا لا يجوز أن أتزوج به ؟ وكيف أتصرف ، وخاصة أن أهلي لم يعودوا يثقون فيه ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بعض الحقائق تكون ظاهرة جلية ظهور الشمس في رابعة النهار، لكننا نمارس العمى كي لا نراها ، وبعض الحلول تفرض نفسها علينا ، إلا أننا نتهرب منها .
لم يكن صوابا منذ البداية أن تستبدي بقرارك ، وتخالفي أهلك في عدم ملاءمة هذا الشاب ، خاصة وأنه لم يكن جاهزا من الناحية المادية ، فلأي شيء يكون الأهل إذا ، ولأي شيء شرع الله للمرأة أن يتولى الولي نكاحها ، إذا كانت هي من يستبد بالقرار ، ولو كان مخالفا لرأي أسرتها ؟!
تمضي الأمور ، ليعود هو فيوقعك في مأزق أشد ، وإذا كان أهلك قد أذعنوا لرغبتك ، رغم حالته المادية ، فتأبى حالته الأخلاقية – الكذب ، وإخفاء الحقائق – ، إلا أن تضعك في مأزق أشد من الأول ، مأزق : اهتزاز الثقة ، وقلة الاحترام ، وعدم الأمان !!
تلك كلها معان أكبر من مجرد معلومة تتعلق بسنه الحقيقي : هل هو ثلاثون ، أو أربعون ـ مثلا ـ هل مؤهله : شهادة عليا ، أو دون ذلك .. ؟
هذه كلها جزئيات تأتي أهميتها تالية لمبدأ الصدق ، والأمانة ، والثقة ، والاحترام ؛ احترام النفس ، قبل احترام الآخرين .
لقد سألت عن الحكم دينا : هل يجوز .. ؟
فنقول لك : نعم ، يجوز لك من ناحية الحكم الشرعي أن تتزوجي هذا الشاب ، ولو كان كاذبا ، فالكذب كبيرة من الكبائر ، لكنه لا يخرجه من الإسلام ، هو مسلم على كل حال ، حتى مع كذبه ، ولك أن تتزوجيه ، ما دام مسلما ، إن أنت قبلت بذلك ، واستطعت أن تمرري موضوع كذبه ، على جهة السلامة ، ونحسب أن هوى النفس ، أو عنادها ، أو إحراجها أمام الأهل ، سوف يسمح لك بقدر من ذلك التمرير !!
لكن : هل ترى مثل هذا : يصلي ، حريصا على صلاته ، وهو يكذب ؟!
نخشى ألا يكون كذلك ، فترتكبي ذلك العناد ، وتلك المعاناة ، في واقع لا يستحق ، ولا يتطلب منك ذلك كله ، بل هو كما قالت المرأة ـ الْأُولَى ـ :
زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ ، عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَعْرٍ ؛ لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ !!
لكن ، إذا افترضنا أنه يصلي ، وأن زواجك منه جائز حلال ؛ فهل أنت مستعدة لتحمل تبعات زواج مثل هذا ؟
وهل أنت مستعدة للقبول بزوج ، يختل بينكما معامل الأمن ، والأمان ، في أول خطوة منه ؟
وهل أنت مستعدة لإقناع أهلك ، وتجاوز تلك العقبة بينهما : عقبة عدم الثقة ، وضعف الأمان ؟
إن العقل ـ والشرع ـ أيضا : يأبيان عليك أن تدخلي في مواجهة كبيرة مع أهلك ، لأجل حالة كهذه ، وليس من المقبول أن تضعي نفسك في معادلة غير متكافئة : إما هو ، وإما أهلك !!
بل كل ما يمكن أن نقوله هنا : إذا كان في مجمله العام مرضي الخلق والدين ، لكن كانت هذه زلة منه ، ليست لها أخوات ونظائر في خلقه ، ودينه ؛ فليس هناك ما يمنع من إتمام زواجك به ، وكلنا ذوو خطأ ، لكن شريطة أن تسترضي أهلك ، وتقنعيهم بذلك ، خاصة إذا لم يكن عامل السن ، نعني : سنك أنت ، في صالحك ، بل تقدمت عما يكون عليه الحال بين زميلاتك ، وأترابك في مثل بلدك !!
وأما إذا كان معروفا بمثل ذلك الخلق ، أو كان ضعيف الديانة ، والأمانة : فكيف تقدمين على زواج مثل هذا ، ولو بقيت في بيت أهلك دهورا ؟!
ومثل هذا : إذا كان إتمام هذا الزواج : سوف يضعك في المعادلة السابقة : إما هو ، وإما أهلك .
فتحاوري مع أهلك بمنطق ، وتعقل للأمر من جوانبه كلها .
واستخيري الله تعالى ، واسأليه أن يلهمك رشدك ، ويعيذك من شر نفسك .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android