0 / 0

يريد أن يعتمر لييسر الله له أمر الزواج ، فهل له ذلك ؟

السؤال: 212755

أنا شاب عمري 34 سنه لم أتزوج بعد ، هل يجوز لي الذهاب للديار المقدسة لأداء مناسك العمرة ، على نيه تيسير أمور الزواج ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا حرج عليك في الذهاب لأداء العمرة لله ، تبتغي الأجر والمثوبة من الله ، وترجو مع ذلك أن ييسر الله لك أمر الزواج .
فيكون قصدك للذهاب للعمرة وجه الله بالقصد الأول ، وما استصحبت مع ذلك من رجاء وقصد مشروع ، أو مباح : فلا حرج عليك فيه .
وقد تقدم في جواب السؤال رقم : (154236) أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا ، وحسنى الآخرة : فلا شيء عليه .
وانظر أيضا جواب السؤال رقم : (84018).

قال القرافي رحمه الله :
” وَأَمَّا مُطْلَقُ التَّشْرِيكِ ، كَمَنْ جَاهَدَ لِيُحَصِّلَ طَاعَةَ اللَّهِ بِالْجِهَادِ ، وَلِيُحَصِّلَ الْمَالَ مِنْ الْغَنِيمَةِ : فَهَذَا لَا يَضُرُّهُ ، وَلَا يُحَرَّمُ عَلَيْهِ بِالْإِجْمَاعِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَهُ هَذَا فِي هَذِهِ الْعِبَادَةِ .
وَكَذَلِكَ مَنْ صَامَ لِيَصِحَّ جَسَدُهُ ، أَوْ لِيَحْصُلَ لَهُ زَوَالُ مَرَضٍ مِنْ الْأَمْرَاضِ الَّتِي يُنَافِيهَا الصِّيَامُ ، وَيَكُونُ التَّدَاوِي هُوَ مَقْصُودُهُ ، أَوْ بَعْضُ مَقْصُودِهِ ، وَالصَّوْمُ مَقْصُودُهُ مَعَ ذَلِكَ ، وَأَوْقَعَ الصَّوْمَ مَعَ هَذِهِ الْمَقَاصِدِ: لَا تَقْدَحُ هَذِهِ الْمَقَاصِدُ فِي صَوْمِهِ ” انتهى من “الفروق” (4 / 429)

إلا أن تخليص النية لله عز وجل ، وتصفيتها من الأكدار ، والأعراض الدنيوية ، أولى للعبد ، وخير لله ، وأنفع عند الله .
قال القرافي رحمه الله :
” … نَعَمْ لَا يَمْنَعُ أَنَّ هَذِهِ الْأَغْرَاضَ الْمُخَالِطَةَ لِلْعِبَادَةِ قَدْ تنْقصُ الْأَجْرَ، وَأَنَّ الْعِبَادَةَ إذَا تَجَرَّدَتْ عَنْهَا زَادَ الْأَجْرُ وَعَظُمَ الثَّوَابُ، أَمَّا الْإِثْمُ وَالْبُطْلَانُ : فَلَا سَبِيلَ إلَيْهِ ” انتهى من “الفروق” (4 /430).
وقال النووي رحمه الله :
” قَالَ الشَّافِعِيُّ وَالْأَصْحَابُ : يُسْتَحَبُّ لِقَاصِدِ الْحَجِّ أَنْ يَكُونَ مُتَخَلِّيًا عَنْ التِّجَارَةِ وَنَحْوِهَا فِي طَرِيقِهِ ، فَإِنْ خَرَجَ بِنِيَّةِ الْحَجِّ وَالتِّجَارَةِ فَحَجَّ وَاتَّجَرَ : صَحَّ حَجُّهُ ، وَسَقَطَ عَنْهُ فَرْضُ الْحَجِّ ، لَكِنْ ثَوَابُهُ دُونَ ثَوَابِ الْمُتَخَلِّي عَنْ التِّجَارَةِ ، وَكُلُّ هَذَا لَا خِلَافَ فِيهِ ” انتهى من “المجموع” (7/ 76) .
فإذا جاهد نفسه ، وأخلص نيته لله عز وجل ، وصفى عبادته من المطالب الدنيوية ، فإن له أن يتوسل إلى الله ، ويدعوه بصالح أعمالها ، وخالصها ، ويكون هذا من التوسل المشروع بين يدي الدعاء ، وهو أرجى لإجابته ، وأنفع له عند الله .

لا سيما ، والعمرة ليست سببا خاصا للزواج ، ولا النجاح ، ولا لغيره من المطالب الدنيوية ؛ فكان أنفع للعبد ، في دينه ، وأرجى لإجابة حاجته : أن يؤديها خالصة لله عز وجل ، وهو في أثناء عمرته : يدعو الله بما شاء من خير الدنيا والآخرة ، ويتوسل إلى ربه بخالص عمله أن يجيب دعاءه .

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم 39775 .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android