0 / 0

تنصح أخاها فلا يستجيب ، فهل تأثم لو تركت نصحه ؟

السؤال: 213345

عندي أخ عمره 18 يدرس الشهادة الثانوية ، تعرف على فتاة بعمره من الإنترنت ، وأحبها وصار يحادثها على الهاتف ، وأحيانا ينتظرها أمام مدرستها ليراها من بعيد ،
بدأت بنصحه منذ أن تعرف عليها برفق ولين -قدر استطاعتي- ، ومع أن هذه المعصية تغضبني إلا أنني حاولت جاهدة تمالك أعصابي والنصح برفق ولين ،
استمرا على هذا الحال قرابة العام ، وأنا تارة أنصحه برفق ، وأحيانا يبدو علي غضبي الشديد لانتهاك محارم الله عز وجل .
أحيانا ألجأ إلى تلافي الحديث معه ، حتى لا أفقد أعصابي ويخرج أسلوبي عن الأسلوب المطلوب في الدعوة .
فهل أكون آثمة إن توقفت عن الكلام معه في هذا الموضوع ؟ علما أنني أنصحه منذ عام تقريبا ولا أجد نتيجة منه ولا تغيرا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا شك أن النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعائر هذا الدين القيم ، وبذلك يقوم الناس بالقسط ، ويتوب العصاة ، وتصير هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس .
ويتأكد هذا الواجب تجاه أولي الأرحام والأدنين من المعارف والأصحاب .
والمشروع للقائم في هذا المقام العظيم : التحلي بالصبر وحسن التحمل ، وصدق العزم وحسن الظن بالله ، مع عدم اليأس والنفور ، كما قال الله تعالى ، في قصة لقمان الحكيم ، مع ابنه : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) لقمان/17.
فإذا قام العبد بما عليه من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبذل النصح والإرشاد : فليس عليه إثم ولا حرج إذا أصر العاصي على معصيته ، ولم ينتصح ، ويأتمر .
وليس عليه حرج ـ حينئذ ـ أن يدعه وشأنه .
بل يشرع له هجره ، إن غلب على ظنه أن الهجر ينفعه ، ويردعه عن معصيته .
قال علماء اللجنة الدائمة :
” من جالس أهل المعاصي وتكلم معهم بما فيه خير لهم من إرشادهم ودعوتهم إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة وجدالهم بالتي هي أحسن ، فقد أحسن لقيامه بواجب البلاغ ، فإن استجابوا فالحمد لله ، وإن أصروا على عصيانهم فقد أعذر إليهم وأقام الحجة عليهم ” انتهى من “فتاوى اللجنة الدائمة” (12/ 370) ، وينظر أيضا : “فتاوى اللجنة الدائمة ” (12/ 376-377) .
على أن الذي نختاره لك : أن تصبري على أخيك ، فهو في سن صغيرة ، يحتاج إلى الناصح ، والمعين ، والرقيب والمؤدب ، ولا تيأسي منه ، ولا تيأسي من توبته وصلاحه ، فمن يدري ، متى يكون نفعه وهدايته وتوبته .
واجتهدي في أن تنوعي أساليب دعوته ، وإرشاده ونصحه ، فمرة بطريقة مباشرة ، وأخرى برسالة صغيرة ، أو مطوية ، أو مقطع دعوي ، أو محاضرة تتعلق بالجانب السلبي عنده .
وإذا أمكنك أن تستعيني بالوالدة ، أو بمن يؤثر عليه من الأسرة ، فهو خير .
وإن غلب على ظنك أن الوالد سوف يتعامل بحكمة ، وسوف يكون لرقابته دور إيجابي : فلا حرج عليك في أن تستعيني على نصحه وهدايته بكل سبيل ممكنة .

وينظر لتمام الفائدة جواب السؤال رقم : (46876) ، ورقم : (146828) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android