تنزيل
0 / 0

تعاني من انهيار عصبي ، فهل يجوز لها أن تصلي جالسة ؟

السؤال: 214848

أعاني من انهيار عصبي مند أكثر من عام ( بإثبات طبي ) , تسبب لي تعب معنوي وجسدي كبير ونقص في الذاكرة , أثر في حياتي اليومية وفي صلاتي خاصة ، إذ أصلي وأنا جالسة أو متكئة ، فهل صلاتي صحيحة ؟
ومن ناحية أخرى يكثر علي السهو والنسيان أثناء أداء صلاتي ( في عدد الركعات أو السجدات ) ما إن دخلت في صلاتي إلا وكل أشغالي الدنيوية تظهر ، حتى أجد نفسي في التشهد الأخير دون التذكر عن ما مضى ، هل هذا النقص يبطل صلاتي ؟ وما كيفية التخلص من هذا السهو ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
القيام في الصلاة ، ركن من أركانها ، لا تصح الصلاة إلا به ، فمن عجز عن القيام لأي
سبب من الأسباب ، جاز له أن يصلي جالساً ؛ لعموم قوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ
مَا اسْتَطَعْتُمْ ) ، ولما روى البخاري (1050) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
لعمران بن حصين رضي الله عنه : ( صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ
فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ) .

وجاء في ” فتاوى اللجنة
الدائمة – المجموعة الثانية ” (6/365) :
” القيام ـ مع القدرة ـ في الصلاة : ركن من أركانها ، لا تصح الصلاة إلا به ، فإن
لم تستطعه : جاز لك الجلوس ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام لعمران بن حصين رضي الله
عنه : ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) رواه البخاري وغيره
، ورواه النسائي بإسناد صحيح ، وزاد فيه : ( فإن لم تستطع فمستلقيا ) لكن إذا
استطعت القيام أحيانا : وجب عليك فعله ؛ لقول الله سبحانه : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ
مَا اسْتَطَعْتُمْ ) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما
استطعتم ) أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ” انتهى .

والحاصل أنك إن عجزت عن
الصلاة قائمة ، أو كان يشق عليك القيام مشقة زائدة عن المعتاد : جاز لك أن تصلي
وأنت جالسة .

ثانياً :
كثرة الوساوس والسهو في الصلاة ، لا تبطل به الصلاة ، لكن أجرها ينقص بقدر انشغال
الذهن فيها ؛ لما روى أبو داود (675) من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ
لَهُ ، إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ تُسْعُهَا ثُمْنُهَا سُبْعُهَا سُدْسُهَا خُمْسُهَا
رُبْعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا ) ، وحسنه الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن أبي
داود ” .

وقد سئلت اللجنة الدائمة
للإفتاء : عندما أصلي مع الجماعة في المسجد تطرأ علي هواجيس وأفكار وعندما يسلم
الإمام لا أدري ماذا فعلت في الصلاة ، فما هي الطريقة للتخلص من هذه الهواجيس
والأفكار ؟

فأجابت : ” صلاتك صحيحة ،
لكن ثوابها ناقص بقدر ما أصبت فيها من الهواجس ، وعليك أن تدفع عن نفسك الهواجس
بقدر الاستطاعة ، حتى يتحقق لك الخشوع في الصلاة ، وذلك بشغل نفسك بتدبر ما تقرأ من
القرآن أو تسمع من الإمام ، وباستحضار عظمة الله وجلاله ، ومراقبته قدر الإمكان ،
فإنه يراك وإن كنت لا تراه ، وأكثر من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ” انتهى من ”
فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى ” (7/36) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
” الحكم في هذه الحالة أن الإنسان إذا غلب على صلاته الهواجس في أمور الدنيا ، أو
في أمور الدين ، كمن كان طالب علم ، وصار ينشغل إذا دخل في الصلاة بالتدبر في مسائل
العلم ، إذا غلب هذا على أكثر الصلاة ، فإن أكثر أهل العلم يرون أن الصلاة صحيحة ،
وأنها لا تبطل بهذه الوساوس ، لكنها ناقصة جداً ، فقد ينصرف الإنسان من صلاته ، ولم
يكتب له إلا نصفها ، أو ربعها ، أو عشرها أو أقل ، أما ذمته فتبرأ بذلك ، ولو كثر ،
لكن ينبغي للإنسان أن يكون حاضر القلب في صلاته ؛ لأن ذلك هو الخشوع ، والخشوع هو
لب الصلاة وروحها ” انتهى من ” مجموع فتاوى ابن عثيمين ” (14/88) .

فعلى المسلم ، أن يجاهد نفسه
، ويحرص على الخشوع والتركيز في صلاته ؛ حتى ينال الأجر وينتفع بصلاته ، ومن أفضل
الأسباب التي تعينه على الخشوع في صلاته : أن يستحضر أنه واقف بين يدي الله ، وأنه
يناجي ربه عز وجل ، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ، ويرزقنا الخشوع والخضوع له
سبحانه وتعالى .

وينظر للفائدة : جواب السؤال
رقم : (211) ، ورقم : (33624)
، ورقم : (136493) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android