أنا شاب عمري 21 سنة محافظ على الواجبات ولله الحمد وأحفظ القرآن الكريم كاملا ولدي مقدرة جيدة على الحفظ وأحب الكتب جدا وأريد أن أطلب العلم ، التحقت بحلقات ودروس علمية في الفقه والعقيدة الحديث ، لكنني أيقن تماما أن هذا لا يكفي أبدا فالمعول على الطالب نفسه أريد أن أحفظ وأقرأ وأبحث ولا أدري كيف وبم ومن أين أبدأ ، لي فترة وأنا أتخبط من كتاب إلى آخر بدون منهج وكل ما أخافه هو أن يضيع علي العمر النفيس في أمور يمكن اختصارها ، طموحي أن أخلف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأنال من الأجر مثله وأكثر بإذن الله طال العمر أم قصر ، هذا هو ما أصبو إليه وسأناله بمشيئة الله مهما كلف الأمر وسأدفع ثمنا لذلك شبابي وراحتي وسعادتي ولذيذ النوم والكسل .
ليس هذا مجرد كلام في وقت غلبني فيه الحماس بل هو ما يشغل تفكيري الليل والنهار فأنا جاد وأرجو منكم أن ترعوني اهتمامكم ولو بالإجابة على هذه الرسالة . ، أريد أن أعرف هل يمكنني تحقيق ذلك -أي ما ذكرته أعلاه -أم أن الركب قد فاتني، وكيف السبيل إليه .
يحب العلم فكيف يصل إليه
السؤال: 21590
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الذي رفع الهمة ، وأسبغ النعمة ، وهدى إلى طريق الحق بأوضح حجة .
والصلاة والسلام على نبي الأمة ، ومُبَيِنِ الحُجَّة ، ومرشد الخلق إلى طريق الجنة .
وبعد …
أيها الأخ الكريم .. هنيئاً لك ثم هنيئاً لك ثم هنيئاً لك .
أي نعمة أنعم الله بها عليك ؟… وأي فضل آتاك إياه ؟… فقد وفقك إلى حفظ القرآن فلله الحمد أولاً وأخراً … ثم حبب إليك العلم ، وهذه من أعظم النعم ” ومن يرد الله به خيراً يفقه في الدين ” ، ومن ” أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر ” لأن الله قال : ( يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) المجادلة .
ثم وهبك مزيد إنعام ، فأعطاك همة عالية ونفساً وثابة ، فنسأل الله لك الحسنى وزيادة .
إن علو الهمة من معالي الأمور , وشرف النفوس . فعليك بشكر الله والقيام بما أعطاك حق القيام .
وأما بالنسبة للكتب التي تدرسها فقد تقدمت الإشارة إليها في السؤال رقم (20191) . فارجع إليه للأهمية .
وبعد أن تحفظ المختصرات وتتقنها مع شرحها وتضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر بك من الفوائد النفيسة ، والمسائل الدقيقة ، والفروع الغريبة ، وحل المشكلات ، والفروق بين أحكام المتشابهات ، من جميع أنواع العلوم ، ولا تستقل بفائدة تسمعها ، أو قاعدة تضبطها ، بل بادر إلى تعليقها وحفظها .
ولتكن همتك في طلب العلم عالية ؛ فلا تكتفِ بقليل العلم مع إمكان كثيره ، ولا تقنع من إرث الأنبياء صلوات الله عليهم بيسيره ، ولا تؤخر تحصيل فائدة تمكنت منها ولا يشغلك الأمل والتسويف عنها ؛ فإن للتأخير آفات ، ولأنك إذا حصلتها في الزمن الحاضر ؛ حصل في الزمن الثاني غيرها .
واغتنم وقت فراغك ونشاطك ، وزمن عافيتك ، وشرخ شبابك ، ونباهة خاطرك ، وقلة شواغلك ، قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة .
وينبغي لك أن تعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنك ؛ لأنها آلة التحصيل ، ولا تجعل تحصيلها وكثرتها (بدون فائدة) حظك من العلم ، وجمعها نصيبك من الفهم ، بل عليك أن تستفيد منها بقدر استطاعتك . نسأل الله لك التوفيق .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد
موضوعات ذات صلة