0 / 0
12,03525/06/2014

توجيه قول سفيان بن عيينة : “لا تكن مثل العبد السوء لا يأتي حتى يُدعَى”

السؤال: 216293

بعض المشائخ المشهورين يرددون مقولة : ” بئس العبد الذي ينتظر حتى يناديه سيده ، إن العبد الصالح هو الذي يأتي لسيده قبل أن يناديه ” يعني أنه : بئس العبد الذي لا يدخل المسجد إلا بعد سماع الأذان .
فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام يحضرون للصلاة قبل بلال .
إن كانت الإجابه بـ ( لا ) فلا بد من التنبيه على خطورة هذه العبارة التي قد تشمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذه العبارة أصلها وارد عن سفيان بن عيينة رحمه الله أنه قال : ” لا تكن مثل العبد السوء لا يأتي حتى يُدعَى , ائت الصلاة قبل النداء ، قال رجل : من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة ” رواه أبو نعيم في ” حلية الأولياء ” (7/285) ، وذكره الزمخشري في ” ربيع الأبرار ” (2/282) عن عامر بن عبد قيس .
وهذه العبارة يمكن أن تحمل على أحد المحامل الصحيحة التي لا محذور فيها .
أولا :
يمكن فهم كلامه رحمه الله أنه يريد من يكره حضور الجماعة ، ويتثاقل عنها ، ويراها ساعة شقاء وعناء ليس أكثر ، تماما كما هو الخادم السيئ الذي لا شيء أبغض عنده من الساعة التي يطلبه فيها سيده ليخدمه .
وهذا معنى صحيح ، فمن يبغض صلاة الجماعة رغم ما فيها من الأجر والفضل والخير ، ويتثاقل عنها حتى يُقاد إليها كأنه مكره ، فمِثلُه يلحقه من الذم بحسب ما في قلبه .
وليس هذا – ولا شك – حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، بل كان حالهم هو الاشتياق إلى الصلاة ، والسعادة بها ، وانتظارها وترقبها ترقب الحنين إليها ، مع احتساب أجر ذلك عند الله سبحانه وتعالى .
ثانيا :
أن يكون مراده ( قبل النداء ) أي : قبل الإقامة ، فالإقامة تسمى نداء ، بدليل نقله ( عن رجل ) ولم يسمه سفيان رحمه الله أنه قال : ( من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة )
والحال الغالب لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يجتمعون للصلاة قبل إقامتها ولا شك ، ولا يتأخر عن الإقامة أحدهم إلا لعذر يحجزه عن ذلك ، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فكما هو معلوم من سنته كان يصلي الراتبة في بيته ثم يخرج إلى الصلاة عند إقامتها ، وهذه هي السنة للإمام – إن استطاع – أن يصلي الراتبة في بيته ثم يأتي المسجد عند إقامة الصلاة . وعليه فلا يرد استشكال السائل الوارد في سؤاله .
ثالثا :
يمكن أن يقال : إن التشبيه ليس على ظاهره ، ولا أراد سفيان بن عيينة حقيقته ، وإنما أراد الحث على التبكير إلى الصلاة ، واستعمل هذا المثال والتشبيه زيادة في تأكيد حثه والتنفير من التأخير عن الصلاة .
ولا يخفى ما في التبكير إلى صلاة الجماعة من فضل جليل ، وثواب عظيم ، سبق بيانه بالتفصيل في الفتوى رقم : (101766) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android