تنزيل
0 / 0

يسأل عن حكم التواصل مع امرأة عبر النت لتعلم اللغة الأجنبية

السؤال: 216698

نحن الآن في عصر الانترنت والفيسبوك ، كما تعلم أن كل واحد فينا له غرض ، أو له ضالة يبحث عنها من خلاله ، وهذا الاستعمال قد يختلط على الشخص بعض الأمور لدرجة أنه لا يميز فيها الحق من الباطل ، فمثلا أنا أريد الآن أن أتعلم اللغة الفرنسية من خلال الفيسبوك ، وأثناء البحث وجدت أستاذة في اللغة الإنجليزية والفرنسية ، عبر أحد المواقع المتخصصة في تعليم اللغة الفرنسية ، فاتصلت بها عبر الفيسبوك ، والحقيقة أني اكتسبت منها الكثير في هذا الجانب .
هل هذا الاتصال من الناحية الشرعية حرام أم حلال ؟ علما أني لا أعرف هذه الأستاذة ، وهي عربية الأصل ، ومسلمة ، فقط العلاقة التي تربطنا هي تعلم اللغة الفرنسية .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الأصل جواز تدريس المرأة للرجال وتدريس الرجل للنساء ، إذا التُزمت الضوابط الشرعية
من الحجاب وعدم الاختلاط المحرم ، وعدم الخلوة وما دام الكلام بالمعروف دون تغنج أو
تكسر أو خضوع بالقول ، وذلك أن صوت المرأة ليس عورة في ذاته ، على الراجح من كلام
أهل العلم رحمهم الله ؛ فقد كانت المرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبها ،
وكانت تسأل الصحابة ، وكانت تبيع وتشتري ، وتمارس شؤون حياتها ، كل ذلك مع الانضباط
بآداب الشرع الحنيف .

قال علماء اللجنة الدائمة :
” صوت المرأة نفسه : ليس بعورة ، لا يحرم سماعه إلا إذا كان فيه تكسُّر في الحديث
وخضوع في القول ، فيحرم منها ذلك لغير زوجها ، ويحرم على الرجال سوى زوجها استماعه
؛ لقوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ
اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ
مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/ 32 ” انتهى من ” فتاوى اللجنة
الدائمة – المجموعة الأولى ” (17/202 – 203) ، وينظر جواب السؤال رقم : (
163393 ) .

ونص أهل العلم على حرمة
التلذذ بسماع صوت المرأة ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (
112709 ) .

لكن ، ومع ذلك كله :
فالسلامة لا يعدلها شيء ، والوقاية خير من العلاج ، ومن المعلوم أن الشرع الذي أباح
للمرأة التعامل مع الرجال بالمعروف ، هو الذي منعها من إمامتهم في الصلاة , ومن
الأذان , ومن رد الإمام إذا أخطأ أو سها في صلاته , ومنعها كذلك من خطبة الجمعة ،
كل ذلك سدا للذريعة ، وغلقا لباب الفتنة ، وصيانة لها ولمن يستمع إلى صوتها من
خطوات الشيطان ، ومن المعلوم أن القلوب في هذه الأزمان ضعيفة ، قل أن تصبر على فتنة
أو تقاوم شهوة ، فينبغي سد أسباب العطب ، خاصة أن المراسلة الخاصة مع المرأة : فيه
نوع من الخلوة بالحديث إليها ، وطول ذلك : باب خطر من أبواب التعلق والافتتان
بينهما ، كما هو معلوم مشاهد فيما لا يحصى من أحوال الناس ووقائعهم .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android