علمنا من القرآن والسنة أن الملائكة تدعو للبشر في مناسبات مختلفة .
والسؤال هو : ما أهمية دعاء الملائكة للبشر ؟ هل دعاؤهم أفضل من دعاء البشر ، وبالتالي إمكانية استجابته أكبر ؟ وما هو الاعتقاد الصحيح في هذه المسألة ؟
دعاء الملائكة من أقرب الدعاء إجابة !!
السؤال: 216819
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الملائكة عباد مكرمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، فهم مطبوعون على السمع والطاعة المطلقة لله تعالى ، ومن ثَمّ كان دعاؤهم أقرب للإجابة .
قال ابن بطال رحمه الله :
” ومعلوم أن دعاء الملائكة مجاب ” انتهى من ” شرح صحيح البخارى ” (3/ 439) .
وقال السندي رحمه الله :
” دُعَاءُ الْمَلَائِكَةِ يُرْجَى اسْتِجَابَتُهُ ” انتهى من ” حاشية السندي على سنن ابن ماجه ” (2/ 224) .
وقال أبو الحسن المباركفوري رحمه الله :
” دعاء الملائكة مستجاب ” انتهى من ” مرعاة المفاتيح ” (5/ 309) .
وانظر : ” عمدة القاري ” (8/ 307) ، ” التيسير بشرح الجامع الصغير ” (1/ 94) .
وروى البخاري (3237) ، ومسلم (1436) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” قَالَ ابن أَبِي جَمْرَةَ : وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى قَبُولِ دُعَاءِ الْمَلَائِكَةِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، لِكَوْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَوَّفَ بِذَلِكَ ” انتهى من ” فتح الباري ” (9/ 295) ، وينظر : ” دليل الفالحين ” لابن علان (3/ 109) .
والآيات والأحاديث الواردة في دعاء الملائكة لأصناف المؤمنين ، كدعائهم للتائبين ، ودعائهم لمن يدعو لإخوانه بظهر الغيب ، وصلاتهم على الماكثين في المسجد ، ونحو ذلك ، دليل على أن لدعائهم فضلا ، وأنه حري بالإجابة ، وخاصة إذا كثر وتكرر .
روى البخاري (445) ومسلم (649) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ) .
قال ابن بطال رحمه الله :
” فمن كان كثير الذنوب ، وأراد أن يحطها الله عنه بغير تعب : فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة ، ليستكثر من دعاء الملائكة ، واستغفارهم له، فهو مرجو إجابته لقوله : (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 ، وقد أخبر عليه السلام أنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة : غفر له ما تقدم من ذنبه ، وتأمين الملائكة إنما هو مرة واحدة عند تأمين الإمام ، ودعاؤهم لمن قعد في مصلاه دائمًا أبدًا ، ما دام قاعدًا فيه، فهو أحرى بالإجابة ” انتهى من ” شرح صحيح البخارى ” (2/ 95) .
وروى أبو داود (3641) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ) .
قال ابن جماعة رحمه الله :
” اعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له وتضع له أجنحتها ، وإنه لينافَس في دعاء الرجل الصالح ، أو من يظن صلاحه ؛ فكيف بدعاء الملائكة ؟ ” انتهى من ” تذكرة السامع ” (ص52) .
وينظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (169292) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة