تنزيل
0 / 0
9106014/06/2014

إذا قرأ القرآن : هل يخصص لكل قراءة مقصدا ، أم تكفيه نية واحدة لجميع القصود ؟

السؤال: 216875

عندما أنوي قراءة القرآن مثلاً ، هل تكفي نية القراءة لنيل الأجر والشفاء والهداية ، .. الخ من فوائد قراءة القرآن ؟ أم لابد أن أخصص النية ؛ بأن أنوي في قراءتي هذه الليلة طلب الشفاء مثلاً ، وفي الليلة الأخرى طلب الأجر .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

المشروع في كل عبادة يعملها العبد أن ينوي بها وجه الله تعالى .
فإذا أراد بعبادته الدنيا ، ولم تخطر الآخرة له على بال : لم يصح عمله ، ولم يقبل
منه .
أما إذا عمل العمل وأراد به حسنة الدنيا والآخرة ، فلا حرج عليه في ذلك .
انظر جواب السؤال رقم : (183713) .

فمن قرأ القرآن يقصد بذلك –
القصد الأول – وجه الله تعالى ، ثم جمع إلى ذلك إرادة الشفاء ، أو زوال الكرب ،
وغير ذلك من حسنات الدنيا : فلا حرج عليه .
ولو جمع القصود كلها في نيته ، كأن يقرأ القرآن يرجو به ثواب الآخرة ، وهداية القلب
، والعافية من المرض ، وزوال الكرب والهم ، فلا حرج عليه في ذلك .

أما أن يقصد بعمل الطاعات :
شيئا من مصالح الدنيا وثمرتها فقط ، غير ملتفت إلى ثواب الأخر ، وما في عمله من
المصالح الدينية : فهذا غير مشروع .
قال ابن كثير رحمه الله :
” مَنْ عَمِلَ صَالَحَا الْتِمَاسَ الدُّنْيَا ، صَوْمًا أَوْ صَلَاةً أَوْ تهجدا
بالليل ، لا يَعْمَلُهُ إِلَّا الْتِمَاسَ الدُّنْيَا ، يَقُولُ اللَّهُ :
أُوَفِّيهِ الَّذِي الْتَمَسَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمَثَابَةِ ، وَحَبِطَ
عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ الْتِمَاسَ الدُّنْيَا ، وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ
مِنَ الْخَاسِرِينَ ” انتهى .
“تفسير ابن كثير” (4/ 310-311) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات : يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلا
يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب ، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب
الوجبات ، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف
الإخلاص ، والغفلة عن إرادة الآخرة ، ولذلك بين الله تعالى في كتابه حكمة الصوم –
مثلا أنه سبب للتقوى ، فالفوائد الدينية هي الأصل ، والدنيوية ثانوية ” انتهى .
“مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (2 / 209) .

وقد سئل الشيخ عبد الله
الغنيمان حفظه الله :
إذا عمل العامل عملاً ابتغى به ثواب الله تعالى في الدنيا ، مثل حصول طول العمر
بصلة الرحم ، وسعة الرزق ، ولم يرد ثواب الآخرة ، ولكنه أيضاً لم يرد ثواب
المخلوقين ، فهل يعد هنا من الشرك ، وهل له ثواب في الآخرة ؟
فأجاب :
” من عمل عملاً ، مما هو عبادة يراد به وجه الله ، وليست له رغبة في الآخرة ، وإنما
رغبته ومقصوده ونيته الدنيا ، فإن ذلك من الشرك .
يجب أن تكون أعماله مقصودة بها وجه الله ، ويريد بذلك رضاه والفوز بالجنة، وإذا كان
هناك شيء من أمور الدنيا فيجب أن يكون تبعاً ، فإذا كان تبعاً فلا يضره ؛ لأن الله
تعالى أخبرنا أن الصحابة الذين قاتلوا يوم أحد : كان منهم من يريد الدنيا ، ولكن
الباعث على القتال والخروج هو إعلاء كلمة الله ونصر دينه ، والدفاع عنه ، ولا يمنع
من هذا كونهم يريدون المغنم تبعا ، ليس مقصوداً في الأصل ، ولا هو الباعث على العمل
الصالح ، وإذا كان الإنسان يصل الرحم لأنه يمتثل أمر الله ، ويلاحظ مع هذا أنه يكون
فيه زيادة عمر : فلا بأس بهذا ” انتهى .

http://www.saaid.net/leqa/23.htm?print_it=1

والحاصل :
أن المشروع في مثل هذه العبادات : أن يكون القصد الأول لصاحبها : إرادة الله والدار
الآخرة ، وفي معنى ذلك طلب الهداية والاستقامة ، ولا حرج على العبد أن يقصد مع ذلك
– تبعا – طلب الشفاء والعافية وزوال الكرب والهم وغير ذلك من حسنات الدنيا .
ثم إن من فعل ذلك : لا يحتاج أن يجعل لكل قراءة قصدا ، بل الصورة المذكورة : أن
يجعل قراءة هذا اليوم مثلا ، أو هذه الليلة بنية كذا، وقراءة الغد بنية كذا ،
وهكذا: لا يظهر لنا مشروعيتها ، ولا نعلم لها أصلا ، وإنما تكفيه نية واحدة ، يجمع
فيها جميع مطالبه ، إن شاء ، ولا حرج في تخصيص عمله ببعض المقاصد الشرعية الصحيحة ،
وتكون المقاصد الدنيوية الصحيحة : تبعا لها .

راجع للفائدة جواب السؤال
رقم : (128239) .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android