0 / 0

اختلس مالاً في صغره ثم أرجعه إلى صاحبه عبر البريد ، ولكنه غير متأكد من وصوله فماذا يفعل؟

السؤال: 217083

أنا رجل في الخمسين من العمر أعيش في كندا ، وعندما كنت في السابعة والعشرين ، كنت أدرس في الولايات المتحدة ، وكنت أعمل في ،حد المقاهي ؛ كيما أغطي بعض مصاريف دراستي الجامعية ، وكان المقهى مملوكاً لعائلة مسيحية أمريكية ، وكان المدير المباشر رجل مسيحي هندي ، لقد كنا معاً نقوم بتقديم الخدمات للزبائن ، وكما جرت العادة في مثل هذه الأماكن ، كان الزبائن يتركون بعض البقشيش على الأطباق والفناجين ، فكان يأخذها المدير الهندي ويحتفظ بها الى آخر النوبة على أساس أنه سيعطيني نصيبي من الغلة ، ويضعها في حسابي ، وهو مبلغ يتراوح ما بين العشرين والستين دولاراً ، وبمرور الوقت اتضح لي أنه ما كان يفعل ذلك ، بل كان يأخذ كل البقشيش لنفسه ، ومع ذلك واصلت العمل معه ، وفي إحدى المرات لم يُدفع لي لقاء ما قمت به من عمل إضافي فأعطيت لنفسي الصلاحية بأخذ عشرين دولاراً دون علم أحد ، ثم أدركت أن هذه سرقة فأعدتها عبر البريد إلى مالك المقهى مصحوبة برسالة مجهولة قلت فيها : “هذا ما أدين به لكم منذ أن كنت أعمل لديكم ” ، ولا أدري إن كان المالك ما زال حياً عندما وصلته الرسالة ، ولا أدري كذلك إن كان قد أخذ المبلغ أم لا.

فما رأيكم فيما تم سرده ، وما العمل الآن ؟ لا أريد ان أطيل الوقوف يوم القيامة بسبب هذا الأمر، فلقد شقيت به دهراً وحرمت النوم الليالي الطوال ، وحرت في أمري وأسقط في يدي ، وأريد منكم توجيهاً ونصحاً .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
نهنئك على توبتك وندمك على ما فعلت ونسأل الله تعالى أن يتقبل منك .
ثانيا :
الواجب على من أخذ حق غيره أن يتوب إلى الله ويرد الحق إلى صاحبه بأية وسيلة ، ولا تصح توبته إلا بذلك ، فإن كان صاحب الحق ميتا رده على ورثته من بعده .
وقد أحسنت بإرسال المال إلى صاحبه في رسالة ، غير أنك تذكر أنك تشك في وصول الرسالة إليه واستلامه أو ورثته لها .
ومن ثبت عليه حق لأحد فلا تبرأ ذمته من هذا الحق إلا إذا أداه بيقين ، بلا شك .
وعلى هذا ، فلا تبرأ ذمتك حتى تتأكد من استلام صاحب المطعم أو ورثته لهذا المال .
فإن أمكنك التأكد من ذلك فالحمد لله ، وإن لم يمكنك التأكد فعليك إعادة إرساله مرة أخرى ، وليكن ذلك عن طريق إحدى الشركات التي ترد على المرسل بأن رسالته قد وصلت واستلمها فلان ، فإن لم يستلمها أحد فإن شركة البريد تعيدها إلى المرسل .
وما دمت تريد راحة البال والتخلص من الشعور بالإثم الذي شق عليك فنحن نذكرك بهذا الحديث حتى تقتدي بذلك الرجل الصالح .
روى أحمد (8381) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَلِّفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ ؟ ، قَالَ : ائْتِنِي بِشُهَدَاءَ أُشْهِدُهُمْ ، قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، قَالَ : ائْتِنِي بِكَفِيلٍ ، قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا ، قَالَ : صَدَقْتَ ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ، فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي كَانَ أَجَّلَهُ ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا ، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا وَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا ، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا ثُمَّ أَتَى بِهَا الْبَحْرَ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي اسْتَلَفْتُ مِنْ فُلَانٍ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَسَأَلَنِي كَفِيلًا فَقُلْتُ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا ، فَرَضِيَ بِكَ ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا ، فَقُلْتُ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، فَرَضِيَ بِكَ ، وَإِنِّي قَدْ جَهِدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالَّذِي لَهُ فَلَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا ، وَإِنِّي اسْتَوْدَعْتُكَهَا ، فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ يَنْظُرُ ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَطْلُبُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا يَجِيءُ بِمَالِهِ ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا ، فَلَمَّا كَسَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ ، ثُمَّ قَدِمَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ تَسَلَّفَ مِنْهُ فَأَتَاهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ ، مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ ، قَالَ : هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ ؟ قَالَ : أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ هَذَا الَّذِي جِئْتُ فِيهِ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ فِي الْخَشَبَةِ ، فَانْصَرِفْ بِأَلْفِكَ رَاشِدًا) . ورواه البخاري في كتاب الحوالات ، باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان
وورد أنه كتب في تلك الصحيفة : ( مِنْ فُلَان إِلَى فُلَان , إِنِّي دَفَعْت مَالك إِلَى وَكِيلِي الَّذِي تَوَكَّلَ بِي ) .
وفقك الله تعالى وتقبل منك .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android