حكم قول القائل : ( الله خلقها وكسر القالب ) .
السؤال: 217128
هل يجوز قول ( الله خلقها وكسر القالب ) للدلالة على جمالها وحسن خلقها … وليس المقصود عجز الله عن خلق مثلها … إنما فقط أن جمالها رائع ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا القول المذكور : إن قصد به قائله أن الله تعالى بعد خلقه هذا الإنسان صار عاجزا
عن خلق مثله : فقد كفر .
وإن قصد به أن الله بعد خلقه
لم يشأ أن يخلق مثله ، أو قصد المبالغة في وصف حسنه وجماله وتمام خلقه : فهو من
التقول على الله تعالى ، وهو من كبائر الذنوب ، وقد قال الله عز وجل : ( قُلْ
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ
يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
الأعراف/ 33 ، وقال عز وجل : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )
الإسراء/ 36 .
ثم إن قول القائل : ( كسر
القالب ) وصف باطل ، فليس هكذا خلق الله خلقه ، بل هذا من تشبيهه سبحانه بالصانع من
الناس ، جل سبحان عن أن يكون له شبيه أو نظير : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى/11 .
قال نُعيم بن حماد رحمه الله
: ” مَنْ شَبَّهَ اللَّهَ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ , وَمَنْ أَنْكَرَ
مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ , فَلَيْسَ مَا وَصَفَ اللَّهُ
بِهِ نَفْسَهُ وَرَسُولُهُ تَشْبِيهٌ ” .
والحاصل : أنه هذا إطلاق
باطل ، وتكلف لا يحتاج إليه ، وذهاب في أودية الغلو والإطراء والكذب على الله .
وليس الوصف بالجمال : ضيقا على مثل هذا ، وما زال الناس والشعراء يتكلمون بمثل ذلك
المعنى ، ولا يحوجهم البيان إلى مثل ذلك .
وينظر للفائدة إلى جواب
السؤال رقم : (125721) ، وجواب السؤال
رقم : (198666)
.
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة