تنزيل
0 / 0

موقعنا يعتمد جميع أئمة الحديث ولا يقتصر على أحكام الشيخ الألباني رحمه الله

السؤال: 217495

ألاحظ عند ذكركم أي حديث أنكم تقومون بذكر درجة الحديث حسب تصنيف الشيخ الألباني رحمه الله ، ونحن نعلم أنه قام بتخريج وبيان درجة أحاديث معظم كتب الحديث ، ولا ننكر مكانته في هذا العصر ، فمجهوده كان عظيماً .
ولكنّ سؤالي هو : هل غفل علماء الحديث المتقدمون عن الأحاديث التي قال الشيخ الألباني بضعفها أو عدم صحتها ، مع علمنا بوجود العديد من علماء الحديث من المتقدمين ، خصوصا في الوقت الذي كانت فيه بغداد ودمشق مليئة بعلماء الحديث الجهابذة ؟
وهل يجب على الأمة الأخذ بتصحيح وتضعيف الشيخ الألباني للحديث ؟
أرجو منكم الإجابة بشيء من التفصيل .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بداية نشكر لك هذه الملاحظة ، واللغة العلمية والأدبية المستعملة فيها ، ونسأل الله تعالى أن يقينا وإياكم شر الخطل والزلل .
ونحيطكم علما بأن موقعنا لا يتعصب لعالم دون آخر ، ولا يتقصد إهمال بعض العلماء على حساب آخرين ، بل نعرف لجميع العلماء حقهم ومنزلتهم ومكانتهم ، ونسعى للإفادة من جميع جهودهم على مر العصور والأزمان ، فهم منارات التاريخ التي أضاءت صفحاته ، وهم شموس الهدى التي أشرقت في جنباته ، ونحن نشرف بالأخذ عنهم ، والاهتداء بعلمهم وفهمهم .
ومن هذا الأصل الظاهر الذي أحببنا تأكيده في مقدمة الجواب يمكننا توضيح الجواب على سؤالك فنقول :
أولا :
موقعنا مليء بنقل الحكم على الأحاديث عن الأئمة والعلماء المتقدمين ، من أمثال أحمد بن حنبل (ت241) , والبخاري (ت256) ، وأبي زرعة (ت264) ، وأبي داود (ت275) ، وأبي حاتم (ت277) ، والترمذي (ت279) ، والنسائي (ت303) ، والعقيلي (ت322) ، والدارقطني (ت385) ، والحاكم (ت405) ، وابن عبد البر (ت463) ، وابن الجوزي (ت597) ، والنووي (ت676) ، وابن تيمية (ت728هـ) ، والزيلعي (ت762هـ) ، وابن كثير (ت774) ، وابن رجب (ت795) ، والعراقي (ت806) ، والهيثمي (ت807) ، وابن حجر العسقلاني (ت852) ، والسخاوي (ت902) ، والسيوطي (ت911) ، والشيخ أحمد شاكر (ت1377) ، والمعلمي اليماني (ت1386) ، والوادعي (ت1422) ، وغيرهم .
بل كثيرا ما كنا نعتمد أحكام هؤلاء العلماء ونخالف أحكام الشيخ الألباني رحمه الله نفسه ، كما نقلنا عن ابن قيم الجوزية تصحيح حديث ( مَا أَنعَمَ اللهُ عَلَى عَبدٍ نِعمَةً فِي أَهلٍ وَمَالٍ وَوَلَدٍ فَقَالَ : ( مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ ) ، فَيَرَى فِيهَا آفَةً دُونَ المَوتِ ) ، رغم تضعيف الشيخ الألباني له ، وذلك في الفتوى رقم : (77208) ، وانظر أمثلة أخرى في (82463) ، (140084)، (143955) ، (146446) .
ثانيا :
أن الشيخ رحمه الله حكم على أحاديث كثيرة لم نجد أقوالا للعلماء الآخرين فيها ، مثل حديث جابرٍ رضي الله عنه قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الَّلهُمّ أَصْلِحْ لِيْ سَمْعِي وَبَصَرِيْ ، وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَيْنِ مِنّي ، وَانصُرنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَأَرِنِي مِنْهُ ثَأْرِي ) ” .
رواه البخاري في الأدب المفرد (1/226) ، وصححه الألباني في ” صحيح الأدب المفرد “، ولم نقف على حكم صريح آخر لغيره من العلماء .
مثاله في الفتوى رقم : (71152) ، ومثال آخر تجده في الفتوى رقم : (98821) .
ثالثا :
أن عبارة الشيخ رحمه الله أوضح في كثير من الأحيان من عبارات الأئمة المتقدمين ، بحكم معاصرته وأسلوبه القريب لأفهام القراء ، ونحن نحرص في موقعنا على اللغة السهلة القريبة من أذهان عامة الناس ، ليكون مناسبا للمختص وغير المختص ، فوجدنا في كثير من عبارات الألباني رحمه الله هذا المبتغى ، في حين أن بعض اصطلاحات الأئمة المتقدمين قد تلتبس على القارئ ، فلا يدرك خلاصة الحكم على الحديث بسبب لغتها العالية والمختصة .
فضلا عن المواضع الكثيرة التي ننقل فيها حكم الشيخ الألباني رحمه الله مصاحبا لشرحه واستدلاله الفقهي في المسألة ، فيجتمع لنا غرضان في ذلك النقل ، كما وقع في تفصيل الشيخ الألباني رحمه الله الكلام على ” خطبة الحاجة ” وتأصيل استحبابها ، وذلك في الفتوى رقم : (198038) ، وانظر أمثلة أخرى في : (145051) .
رابعا :
كما أننا في كثير من الأحيان نجد لدى الشيخ الألباني رحمه الله شرحا وإسهابا في الحكم على الحديث ، بلغة مقنعة ، وحجة مفصلة ، ويكون غيره من العلماء آثر الاختصار أو الحكم المجمل ، ويكون هدفنا في الجواب المعين : نقل البحث المفصل ، لحاجة المقام إليه ؛ فحينها ننقل عن الألباني ما فصله وقرره في كتبه الموسعة .
انظر أمثلة ذلك في الفتاوى أرقام : (98821) ، (153285) .
خامسا :
ثم إن سهولة البحث في كتب الشيخ الألباني رحمه الله كان عاملا مهما في ذلك أيضا ولا ينكَر ، خاصة قبل توفر أدوات البحث الإلكترونية المعاصرة ، ومحركات البحث الحديثة كموقع ” الدرر السنية “.
إذن فهي أسباب تتعلق بأدوات البحث وتسهيل العبارة ، وليست أسبابا مرتبطة بالتعصب ، أو ادعاء الأعلمية ، فرغم منزلة الشيخ الألباني رحمه الله ومكانته في علم الحديث ، إلا أن أحدا من المختصين لا يدعي له التقدم على أمثال البخاري وأحمد بن حنبل وغيرهم ممن سبق ذكرهم ، بل لا شك في تقدم هؤلاء وسبقهم وأفضليتهم ، وهذا ما كان يقرره هو نفسه رحمه الله في كتبه ومجالسه .
وللتوسع في التعرف على مكانة الشيخ الألباني ، يرجى مراجعة الفتوى رقم : (113687) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android