0 / 0

مشكلات تواجه طبيبا حديث التخرج !!

السؤال: 218219

أنا حديثة التخرج من كلية الطب ولي عدة استفسارات : 1- ما حكم أداء قسم مزاولة مهنة الطب ، علما أنهم أحيانا يشترطونه لمزاولة المهنة ؟ 2- ليس لدى خبرة ؛ لأنني حديثة التخرج ، وأخاف أن أؤذي أحدا ؛ فبماذا تنصحني ، وقد علمونا أننا نكتسب الخبرة من أخطائنا ؟ 3- في بلدي : هناك قلة في الإمكانيات ، فأحيانا يضطرون لعمل تدخلات طبية للمرضى ، بإمكانيات قليلة ، قد تسبب ضررا لهم ، لكنها تكون ضرورية لهم أيضا ( مثلا القسطرة البولية تعمل فى ظروف تعقيم أقل فقد تسبب التهابا في المثانة ومجرى البول ) فما الحكم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
هذا القسم الذي يقسمه الطبيب قبل مزاولة مهنة الطب هو تعهد أمام الله أن يراقب الله تعالى في مهنته ، وأن يصون حياة الإنسان ، باذلا وسعه في ذلك ، وأن يستر عورات الناس ويكتم أسرارهم ، وأن يراعي حق الزمالة في العمل . ولا يظهر حرج في ذلك في الجملة ، لكن الواجب على الطبيب أن يسعى في حفظ العهد ، وأداء الأمانة ، قدر طاقته .

ثانيا :
كل طبيب حديث التخرج في العادة ليس لديه الخبرة الكافية ، ولذا : فعليه مراعاة عدة أمور :
– أن يتقي الله في عمله ويستعين به ويتوكل عليه ، ويعلم أنه سبحانه هو الشافي ، وأن الطب والعلاج ما هو إلا سبب ، إن شاء الله قدر به الشفاء والعافية ، وإن شاء قدر غير ذلك بحكمته وعلمه .
– ألا يقدم على أمر لا يعلمه ، أو لا يحسنه ، ومن تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن ، فالمتعدي العامد ، والمعالج الجاهل ، والذي يفعل ما لا يفعله غيره من أهل الاختصاص : ضامن ، وينظر جواب السؤال رقم : (191474) ، (114047) .
– أن يكثر من الاطلاع على البحوث الطبية والدورات العلمية ، ليزداد علما وفهما .
– أن يسأل الأعلم والأكثر خبرة ، ويسترشد برأيه وخبرته ، ولا يتكل على مجرد ما تعلمه نظريا .
– أن يحسن قدراته وأداءه بمزاولة المهنة في وجود الأعلم والأقدم ، ليتعلم منه ، وليتقي بوجوده ما عسى أن يقع فيه من أخطاء .
– ليس معنى القول باكتساب الخبرة من أخطائنا أن نهمل التعلم من التجارب السابقة ، أو نفرط في الاحتراز من الخطأ ، والاجتهاد في بلوغ أقصى ما يمكن من الحيطة وأداء الأمانة ؛ ولكن المعنى الصحيح لذلك : أن نجتهد ونعمل وفق ما تعلمناه ، وحسب أصول المهنة ، فإذا وقع خطأ لم نقصده ، تعلمنا منه ، أما المجازفة واللامبالاة : فلا تقره أصول مهنة شريفة كمهنة الطب ؛ بل لا يقره خلق ولا دين .
– ألا يتحرج من التعلم ولو من الأحدث منه ، أو الأقل خبرة ، فربما فات الأعلم ، ما لم يفت الأقل علما .

ثالثا:
إذا كانت الإمكانيات الطبية المتوفرة من الأجهزة والأدوية وغير ذلك قليلة ، أو بمستويات متواضعة : فإن كان ذلك هو الممكن ، ولا يستطاع غيره للحالة المادية أو غير ذلك : فالاجتهاد بحسب ذلك ، وعمل الممكن : هو المطلوب ، ولا يُسأل الطبيب عما لا يمكنه فعله ، كما لا يسأل عن تقصير غيره ، ولا عن عدم توفر اللازم ، إنما يسأل عن الواجب الذي يمكنه فعله ، وعن تقصيره وتفريطه ، أما شيء خارج عن إرادته وإمكاناته فلا يحاسب عليه ؛ وقد قال الله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16 .
ولا شك أن استخدام الإمكانيات المتوفرة ، وإن كانت قليلة أو منخفضة المستوى ، أفضل بكل حال من ترك علاج المريض بالمرة ، وما لا يدرك كله ، لا يترك قُلُّه !!

على أن هذا الكلام ليس قاعدة عامة في كل حالة تعترض الطبيب ، بل يجب النظر إلى خصوصية كل حالة ، فأحيانا يكون الضرر المتوقع من التدخل ، أكثر من الفائدة التي تتحقق للمريض منه ، أو يكون ضررا مزمنا لا يمكن علاجه ، أو نحو ذلك ؛ فمثل هذا يجب التوقف فيه قبل الإقدام عليه ، وفي الحالات التي يتوقع أن تسبب ضررا بينا ، ويترجح جانب التدخل فيها ، ينبغي مشاورة المريض ، وإطلاعه على حقيقة الأمر ؛ فكم من أناس حصل لهم أضرار ، أو آثار جانبية ، نتيجة علاج معين ، أو تدخل طبي معين، كان احتمال آلامهم الأولى ، أخف عليهم مما حصل لهم من جراء ذلك .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android