تنزيل
0 / 0

حكم العلاج بطريقة عجيبة غير معقولة

السؤال: 218526

قامت جدتي بفتح بيتها كمكان للعلاج البديل ، وقد تمت دعوة شخص لتولي مهمة معالجة الناس بطرق غير تقليدية ؛ حيث يقوم المعالج بنقل المرض من داخل جسم المريض إلى زجاجة ماء خاصة ، وحينما ينجح في نقل المرض يتحول الماء الذي بداخل الزجاجة إلى اللون الأحمر كما يظهر في داخل الزجاجة شيء ما يطفو داخلها، وقد رأيت هذا الشيء بنفسي ، وجميع المرضى الذين يأتون للعلاج هم من الأشخاص المصابون بأمراض عديدة مثل السرطان والسمنة والأورام .
فما حكم هذا النوع من العلاج مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ طريقة العلاج غير منطقية وتستحيل عقلاً ولا يمكن حصولها علمياً ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي يظهر والله أعلم أن هذا من الشعوذة ، وأن هذا الرجل يستعين بالجن ليخدع المريض
ويأخذ منه مالا ، لأن العلاج إما أن يكون بأسباب شرعية ؛ كالأدعية والأذكار الخالصة
لله تعالى كما في الرقية الشرعية ، وإما باستعمال الأسباب المادية التي قدرها الله
تعالى ويعرفها أهل الخبرة وهم الأطباء ، وذلك بتناول الدواء أو بالعمليات الجراحية
وما شابه ذلك ، والذي ذكرته أنت ليس من الأسباب الشرعية قطعا ، وليس من الأسباب
المادية أيضا التي يعرفها الأطباء ، والمريض حتى يتم علاجه بالأدوية لا بد أن
يتناول شيئا أو يُفعل به شيء محسوس عُلم تأثيره بالأبحاث والتجارب ، كما لو تناول
المريض دواء عن طريق الفم أو الحقن ، أو تم تعريضه لنوع من الأشعة ونحو ذلك ، فلا
بد أن يكون هناك علاج حسي يصح أن يكون سببا في حصول الشفاء للمريض .
وأنت لم تذكر في سؤالك شيئا من هذا ، فالذي يظهر أن هذا نوع من الاستعانة بالجن ،
فيكون غير جائز .
ولا يجوز للإنسان أن يثبت سببا للشفاء من المرض لم يثبت ، لا شرعا ولا قدرا
(بالأبحاث والتجارب) أنه سبب ، فذلك نوع من الشرك ، قال الشيخ السعدي رحمه الله عمن
لبس حلقة في يده ليدفع بها عن نفسه المرض قبل نزوله أو يرفعه بعد نزوله ، قال :
” فليس هذا من الأسباب المعهودة ولا غير المعهودة ، التي يحصل بها المقصود ، ولا من
الأدوية المباحة النافعة ، وكذلك هو من جملة وسائل الشرك ، فإنه لا بد أن يتعلق قلب
متعلقها بها ، وذلك نوع شرك ووسيلة إليه .
فإذا كانت هذه الأمور ليست من الأسباب الشرعية التي شرعها على لسان نبيه ، التي
يتوسل بها إلى رضاء الله وثوابه ، ولا من الأسباب القدرية التي قد علم أو جرب نفعها
مثل الأدوية المباحة كان المتعلق بها متعلقا قلبه بها راجيا لنفعها ، فيتعين على
المؤمن تركها ، ليتم إيمانه وتوحيده ، فإنه لو تم توحيده لم يتعلق قلبه بما ينافيه
، وذلك أيضا نقص في العقل ، حيث تعلق بغير متعلق ولا نافع بوجه من الوجوه ، بل هو
ضرر محض .
والشرع مبناه على تكميل أديان الخلق بنبذ الوثنيات والتعلق بالمخلوقين ، وعلى تكميل
عقولهم بنبذ الخرافات والخزعبلات ، والجد في الأمور النافعة المرقية للعقول ،
المزكية للنفوس ، المصلحة للأحوال كلها دينيها ودنيويها . والله أعلم ” .
انتهى من ” القول السديد شرح كتاب التوحيد ” ( ص 105 – 106 ) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android