تنزيل
0 / 0

يشكو من فقده طمأنينة القلب عند ذكر الله تعالى

السؤال: 218702

ماذا أفعل أنا في مأزق أفيدوني أنا محافظ على جميع الصلوات في المسجد ، وابتعد عن المعاصي ، وكنت أسبح الله كثيرا ، وأحاول القرب منه ، ودعوته أن يجعلني من عباده الصالحين ، وأن يرزقني بقلب يبكي من خشيته ، دعوت بهذا الدعاء ثلاث مرات تقريبا بالأمس ، وقمت الليل ، ودعوت بنفس الدعاء ، وكنت محسنا الظن بالله ، ومتيقن الإجابة ، لكن بعد قيامي الليل ، ثم النوم في اليوم التالي شعرت بضيق ، وما أستطيع التسبيح ، ولا أحس بطمأنينة عند ذكر الله ، وصرت حزينا ، وأبكي من الحزن ، حاولت أن أحسن ظني بالله ، بس قلت في نفسي : لماذا يصيرلي هذا ما أطمئن بذكر الله ؟ ! ، قعدت أبكي ، وأقول في نفسي : ليش وإيش سويت ، حاولت أراجع نفسي ما تذكرت أني سويت ذنبا ، بالعكس أنا أذكر الله كثيرا ، والحين عجزت عن الدعاء ، وعن ذكر الله ، بس محافظ على الصلوات في المسجد ، وتوقفت عن قيام ليل كيف أتصرف الآن ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ينبغي أن يُعلم أن العبد كلما حاول الاقتراب من الله اعترض الشيطان طريقه ، كي ينغص عليه أمره ، ويكدر عليه عيشه ، ويصرفه عن عبادة الله تعالى وطاعته .
فعلى المسلم أن يتحلى بالصبر ، ومجاهدة النفس والشيطان ، ويكثر الدعاء والتضرع إلى الله تعالى ، حتى يثبته على دينه .
إن المحافظة على الصلوات ، والبعد عن المحرمات ، وذكر الله كثيرا ، والتقرب إليه بنوافل العبادات ، هو الصراط المستقيم ، والطريق القويم ، الذي يجب عليك أن تثبت عليه ، وتصبر على مشقته .
وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ) ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الِاسْتِعْجَالُ ؟ ، قَالَ : ( يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ) رواه مسلم (2735) .
فلا تقل : ذكرت الله كثيرا وصليت وقمت بالليل ولم يرق قلبي ، بل عليك أن تجتهد في الذكر والصلاة والقيام حتى تصل إلى ما تريد .
وكما قيل : من أكثر دق الباب فتح له . أما من دق الباب مرة وانصرف ….
واعلم أن ما يصيبك أحيانا من الحزن والغم والضيق والفتور ، فإنه مما يمكر به الشيطان ويكيد به المؤمنين ليحزنهم ، فإذا أدرك العبد ذلك ، وعلم أن هذا من كيد الشيطان : تيقظ وانتبه ، واستعاذ بالله منه .
واعلم أن حلاوة الإيمان والتلذذ بذكر الله تعالى لن يصل المؤمن إلى هذه الدرجة إلا بعد مجاهدة للنفس والشيطان ، ولذلك قال بعض السلف : " كابدت القرآن عشرين سنة ، وتنعمت به عشرين سنة " ، فذلك التنعم بذكر الله وطاعته لا يكون إلا بعد المداومة على العمل الصالح والمجاهدة مدة طويلة حتى يذوق المؤمن حلاوة الإيمان .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال : (114489) ، و (113465) .
وفقك الله إلى ما يحب ويرضى ، وكفاك شر نفسك وشر الشيطان .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android