تنزيل
0 / 0

حكم قول : ” الله يستاهل الحمد ” .

السؤال: 218743

كثر عند أغلب الموظفين كلمة ” الله يستاهل الحمد ” ، وكنت أنكر هذه اللفظة ، ولكن البعض يريد حجة تقنعه ، فما حكم هذه الكلمة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اختلف أهل اللغة في قول القائل : ” فلان يستأهل كذا ” هل يصح ؟ على قولين ،
والأكثرون على صحة ذلك ، ومعناه : فلان يستحق كذا .
قال ابن منظور رحمه الله :
” قال الأَزهري : وخطَّأَ بعضُهم قولَ مَنْ يَقُولُ : فُلَانٌ يَسْتَأْهِل أَن
يُكْرَم أَو يُهان ، بِمَعْنَى يَسْتحق ، قَالَ : وَلَا يَكُونُ الاسْتِئْهَال
إِلَّا مِنَ الإَهالَة ، قَالَ: وأَما أَنا فَلَا أُنكره وَلَا أُخَطِّئُ مَنْ
قَالَهُ ؛ لأَني سَمِعْتُ أَعرابيّاً فَصِيحاً مِنْ بَنِي أَسد يَقُولُ لِرَجُلٍ
شَكَرَ عِنْدَهُ يَداً أُولِيَها: تَسْتَأْهِل يَا أَبا حَازِمٍ مَا أُولِيتَ ،
وَحَضَرَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَعراب فَمَا أَنكروا قَوْلَهُ ، قَالَ:
ويُحَقِّق ذَلِكَ قولُه تعالى 🙁 هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) ”
انتهى من ” لسان العرب ” (11/ 30) .
وقال الفيرزآبادي فقال :
” واسْتَأْهَلَهُ : اسْتَوْجَبَهُ ، لُغَةٌ جَيِّدَةٌ ، وإنْكارُ الجوهريِّ باطِلٌ
” .
انتهى من ” القاموس المحيط ” (ص 964) .
وقال الفيومي :
” وَيُقَالُ : اسْتَأْهَلَ بِمَعْنَى اسْتَحَقَّ ” انتهى من المصباح المنير” (1/
28) .
وقد استعمل العلماء هذه الكلمة ( يستأهل) بهذا المعنى ( يستحق) ، فمن ذلك : قول
شعبة : ” إن كان أحد يستأهل أن يسود في الحديث فمحمد بن إسحاق ” .
انتهى من “الجرح والتعديل” (1/ 152) .
وقال يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ عن محمد بن كثير العبدي : ” لَمْ يَكُنْ يَسْتَأْهِلُ
أَنْ يُكْتَبَ عَنْهُ ” .
انتهى من “سير أعلام النبلاء” (8/ 436) .
وقال يَحْيَى بن سَعِيْدٍ القَطَّان : ” لَوْ أَتَيتُ مُسَدَّداً , فَحَدَّثْتُه
فِي بَيتِهِ , لَكَانَ يَسْتَأْهِلُ ” .
انتهى من “سير أعلام النبلاء” (9/ 15) .
وعلى هذا ، فقول القائل : الله يستاهل الحمد ، قول جائز ، صحيح المعنى ، لأن معناه
: الله يستحق الحمد ، وهذا حق ، قال الله تعالى : ( وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) القصص/70 .
وسئل الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله عن استعمال هذه العبارة فأجاب :
” المعنى : أنه تبارك وتعالى مُسْتَحِقّ للحمد . وهو للحَمْد أهْل .
وفي ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على ربِّـه تبارك وتعالى : ( أَهْلَ الثَّنَاءِ
وَالْمَجْدِ ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْد ) رواه مسلم .

قال الخطابي : ” هو المحمود الذي استحق الحمد بِفعاله ، وهو الذي يحمد في السراء
والضراء ، وفي الشدة والرخاء ، لأنه حكيم لا يَجْرِي في أفعاله الغلط ، ولا يعترضه
الخطأ ، فهو محمود على كل حال ” .
وقال البيهقي : ” الحميد : هو المحمود الذي يَسْتَحِقّ الْحَمْد ” .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” قوله : ( أحقّ ما قَال العَبد ) : يقتضي أن حَمْد
الله أحقّ ما قَالَه العبد ، فَلَه الحمد على كل حال ؛ لأنه لا يَفعل إلاَّ الخير
والإحسان ، الذي يَستحق الحمد عليه سبحانه وتعالى ، وإن كان العباد لا يعلمون ”
انتهى .
والله تعالى أعلم .

http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=75807#gsc.tab=0

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android