تنزيل
0 / 0

الصدقة عن الميت تصح من القريب والبعيد

السؤال: 218872

هل يصح بناء مسجد أو أي صدقة لميت ، ليس من أهل ولا أبناء الميت ، بل من معارفه وأصحابه بنية الصدقة في ثوابه ؟ وهل الدعاء أفضل للميت من صدقة له ؟ وإذا ممكن تزودنا بالأدلة .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
لا يشترط لصحة الصدقة عن الميت ، أن تكون من أقارب الميت ، أو من أبنائه ، بل تصح الصدقة من البعيد ، كما تصح من القريب .

قال ابن قدامة رحمه الله : " وَأَيُّ قُرْبَةٍ فَعَلَهَا , وَجَعَلَ ثَوَابَهَا لِلْمَيِّتِ الْمُسْلِمِ , نَفَعَهُ ذَلِكَ , إنْ شَاءَ اللَّهُ " انتهى من " المغني " (2/226) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " يجوز للإنسان أن يتعبد لله عز وجل بطاعة بنية أنها لميت من أموات المسلمين ، سواء كان هذا الميت من أقاربه أم ممن ليس من أقاربه " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن عثيمين .

وعليه ، فيصح أن يتصدق الشخص عن صاحبه الميت ، أو يبني مسجداً بنية الثواب عنه ، فهذا كله مما يلحق الميت أجره إن شاء الله .

وينظر للفائدة في مسألة وصول ثواب الصدقة للميت إلى جواب السؤال رقم : (208639) ، وجواب السؤال رقم : (157658) .

ثانياً :
الدعاء للميت والصدقة عنه ، كلاهما دلت النصوص على جوازهما ، ولا تعارض في الجمع بينهما ، فقد يُتصدق عن الشخص الميت ويدعى له في نفس الوقت ، لكن من جهة الأفضلية ، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الدعاء للميت أفضل من الصدقة ، أو هو أفضل ما يهدى للميت مطلقا .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الأفضل أن يدعو له ، بدلاً من أن يتصدق عنه أو أن يضحي عنه أو أن يحج عنه ؛ لأن الدعاء له هو الذي أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه ثبت عنه أنه قال : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلى من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) ، فذكر الولد الصالح الذي يدعو له ، ولم يقل أو ولد صالح يتصدق له أو يحج له أو ما أشبه ذلك من الأعمال الصالحة ، مع أن الحديث في سياق العمل ، فلما عدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكر العمل للميت إلى الدعاء ، عُلِم أن الدعاء هو المختار ، وهو الأفضل ، ولهذا فإني أنصح إخواني المسلمين أن يحرصوا على الدعاء لأمواتهم بدلاً عن إهداء القرب لهم ، وأن يجعلوا القرب لأنفسهم ؛ لأن الحي محتاج إلى العمل الصالح ، فإنه ما من ميت يموت إلا ندم ، إن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد ، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب ، قال الله تعالى ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ) ، وقال الله عز وجل ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المنافقون/10-11

فأنت أيها الحي محتاج إلى العمل الصالح ، فاجعل العمل لنفسك ، وادع لأمواتك من الآباء والأمهات ، والإخوان والأخوات ، وغيرهم من المسلمين .
هذا هو الذي تدل عليه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
ولكن مع هذا ، لو أن الإنسان تصدق عن ميت ، أو صام عنه أو صلى ، وقصد بأن يكون الثواب للميت : فلا بأس بذلك إذا تبرع به " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن عثيمين .

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android