تنزيل
0 / 0

يشعر بأنه قد ظلم زوجته السابقة ، فكيف يتوب من ذلك الظلم ؟

السؤال: 219945

أنا تزوجت ، وكنا غير متوافقين في الفكر والالتزام وأنجبنا ولداً ، وبعد ذلك طلقتها ، وأنا الآن أعرف أني ظلمتها كثيراً ، وهي تزوجت وأنا تزوجت ، فكيف أرد مظلمتي لها ؟ وهل يمكن أن يجمعني الله بإنسانة صالحة وأنا ظالم ، أم إنها مثلي أيضا ظالمة ، وابتلانا الله بعدم الإنجاب لمدة طويلة ، بدون أسباب ، فهل هذا عقاب وكيف أتوب من ذلك ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
مادام قد حصل بينكما فراق ، وذهب كل واحد منكما إلى حال سبيله ، فليس عليك إلا
التوبة إذا كان قد وقع منك ظلم على تلك المرأة ، والتوبة في هذا ، تكون بالتحلل
وطلب العفو منها ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ
لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ،
قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ
، أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ
مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (2449) .

وعليه ، فإذا أمكن أن تطلب
منها العفو مباشرة ، أو عن طريق شخص قريب منكما ، يمكنه أن يوصل لها ذلك ، فالحمد
لله .
على أننا في الحال المذكورة لا نرى أن يحصل منك ذلك ، ولو بالواسطة ، فقد تزوجت
المرأة ، وصارت إلى غيرك ، ولم يعد من الملائم أن يحصل بينكما تواصل ، ولو بصورة
غير مباشرة ، إلا أن يأذن زوجها ، ويرضى بمثل ذلك ، أو يكون عن طريقه هو ، وهو أمر
نراه متعذرا .
فيكفي في هذه الحال الدعاء لها ، وأن تكثر من سؤال الله أن يقبل توبتك في حق تلك
المرأة التي قد ظلمتها .
وإن كان هناك مظلمة مادية : كأن يكون لها عليك حق من صداق أو نحوه ، فالواجب عليك
أن ترده إليها ، أو تتحللها منه . ولا يظهر في هذا من المفسدة ما يكون في الأمور
المعنوية .

ثانياً :
لا تلازم بين صلاح الزوجين أو فسادهما ، فقد يكون الرجل صالحاً وامرأته دون ذلك ،
والعكس كذلك ، وقد سبق بيان هذا المعنى في السؤال رقم : (10376)
، والسؤال رقم : (95733) فينظر فيهما
للاستزادة في ذلك .

وحرمانكما من الولد قد يكون
بسبب الذنوب ، ومن ذلك ظلمك السابق لتلك المرأة ، فالإنسان قد يُحرم الولد بسبب
الذنوب ، كما أنه قد يرزق الولد والمال بسبب التوبة والاستغفار ، كما قال تعالى : (
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) سورة نوح / 10-12 .

قال ابن كثير رحمه الله :

” قوله : ( ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) أي : إذا تبتم
إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ،
وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع ، وأدر لكم الضرع ، وأمدكم بأموال
وبنين ، أي : أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار ، وخللها
بالأنهار الجارية بينها ” .
انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (8/233) .

فعليكما بالتوبة عموماً
وكثرة الاستغفار ، والأخذ بالأسباب الحسية التي تساعد على الإنجاب ، رزقكما الله
الذرية الصالحة التي تقر بها العيون .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android