0 / 0

يجعل لنفسه عددا من الاستغفار والتسبيح كل يوم

السؤال: 220195

أنا أستغفر الله 900 مرة في اليوم ، بالإضافة إلى التسابيح الأخرى ، حيث سمعت أنّ 1000 من الصحابة والتابعين كانوا يسبحون الله 30000 مرة في اليوم ، ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم 125000 مرة في اليوم ، فهل استغفاري الله 900 مرة في اليوم يعد بدعة ؟
وسؤالي الثاني :
هو هل يجب علي الزواج الآن أو في المستقبل ، حيث أعاني من مشكلة القذف المبكر ، وأخشى أن يفشل زواجي بسبب ذلك ، وأنا لا أستطيع التعالج من هذه المشكلة بسبب بعض الصعوبات المالية ؟
وما هي نصيحتكم لي حتى لا أفسد حياتي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يستحب الإكثار من الاستغفار بالليل والنهار ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله عز وجل في اليوم مائة مرة ، ونحن إلى الاستغفار أحوج ، وكلما زاد العبد من الاستغفار فهو أفضل .
وهكذا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن فضلها عظيم ، وثوابها جزيل ، وكلما أكثر منا المسلم فهو أفضل .

وأما تحديد ذلك بعدد معين : فإن كان لمجرد أن ينشط الإنسان ، ويلزم نفسه بهذا الورد كل يوم ، ولا يقصر عنه ، من غير أن يعتقد أن لهذا العدد فضلا خاصا : فهو جائز ولا بأس به .
وعلى ذلك يحمل ما ورد عن بعض السلف ، من التزام أوراد معينة في التسبيح أو الذكر أو الاستغفار ، ونحو ذلك .

أما إن اعتقد أن هذا العدد له فضل خاص ، وأن من قاله حصل له كذا وكذا ، فهذا هو الذي يدخل في البدعة .

وما ذكرته عن الصحابة والتابعين لا نعرف له أصلا ، لكن قد ورد أشياء من ذلك عن بعض السلف ، وإن لم يكن بالتحديد المذكور :
قَالَ عِكْرِمَةُ : ” كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ ، وَيَقُولُ: أُسَبِّحُ عَلَى قَدْرِ دِيَتِي ” انتهى من ” البداية والنهاية ” (11/379) .
وذُكر أن خالد بن معدان ، وكان من سادة التابعين : ” كَانَ يُسَبِّحُ فِي الْيَوْمِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ ” انتهى من ” تاريخ الإسلام ” للذهبي (3/41) .
وكان عمير بن هانئ ” يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ مائَة أَلْفِ تَسْبِيحَةٍ ” .
انتهى من ” سير أعلام النبلاء ” (13/217) .
وقد ذكر بعض العلماء عن المتعبدين أنهم كانوا يكثرون من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما يوم الجمعة ، فكانوا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ألف مرة . انظر ” إحياء علوم الدين ” (1/167) .

ثانيا :
حيث إنك كنت معتادا هذه العادة السيئة ، وقد وفقك الله للتوبة منها ، فننصحك أن تعجل بالزواج ، فإنه يعنيك على إكمال التوبة والاستمرار عليها ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع من الشباب تكاليف الزواج أن يتزوج ، فبه تحصل العفة ، وبه ينصرف الإنسان عن فعل الحرام . وفيه مصالح كثيرة .

ولا ينبغي أن يصدك عن هذا ما تذكره من سرعة القذف ، فإن هذا من الشيطان ليصدك عن الخير ، وأنت إذا توكلت على الله تعالى وأحسنت الظن به ، فسوف يعينك وييسر لك العفاف بزوجك ، إن شاء الله ؛ وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/2-3.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ ، وَالْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) . رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه ، وحسنه الألباني في ” مشكاة المصابيح ” (3089) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android