تنزيل
0 / 0
11,13627/08/2014

بعض أفراد مجتمعه يسب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم – نسأل الله العافية –

السؤال: 220338

أعيش في مجتمع البعض منهم يسب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وعندما أنصحهم يقولون : لم يهدنا الله ، والشرطة لا تحرك ساكنا ، ما العمل ودائما أنصحهم ، هل أنا مسئول أمام الله وأتمنى من الله بيع بيتي وأغادر هذه المنطقة من عدن ولا باليد حيلة ما العمل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
ما يفعله هؤلاء الناس من سبّ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من أعظم وأشنع
الجرائم والمحرمات ، وهذا الفعل ردة صريحة ، وخروج من ملة الإسلام ، بالإجماع .
راجع للفائدة الفتوى رقم : ( 114779 ) ، ورقم : (
22809 ) .

وما تفعله أخي الكريم من مداومة نصحك لهم ، ونهيك عن المنكر : هذا من أعظم
الأعمال ، وبهذا أنت تقوم بشعيرة عظيمة وهي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
، وهي من علامات إيمان العبد .
قال الله تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة /71.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) رواه مسلم (49) من حديث
أبي سعيد .

ومداومتك على نصحهم مع عدم استجابتهم هو معذرة إلى الله تعالى ، وطرد لليأس فقد
يأتي يوم ويهتدون .
قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا
اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً
إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) الأعراف / 164 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
” وقالوا لهم : ) لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ
عَذَابًا شَدِيدًا ) كأنهم يقولون: لا فائدة في وعظ من اقتحم محارم الله ، ولم يصغ
للنصيح ، بل استمر على اعتدائه وطغيانه ، فإنه لا بد أن يعاقبهم الله ، إما بهلاك ،
أو عذاب شديد.
فقال الواعظون : نعظهم وننهاهم ( مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ ) أي : لنعذَر فيهم .
( وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) أي : يتركون ما هم فيه من المعصية ، فلا نيأس من
هدايتهم ، فربما نجع فيهم الوعظ ، وأثر فيهم اللوم.
وهذا المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة ، وإقامة حجة على المأمور المنهي
، ولعل الله أن يهديه ، فيعمل بمقتضى ذلك الأمر والنهي ” .
انتهى من ” تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ” ( ص 348 ) .

لكن إذا رأيت أن في بقائك بينهم خطرا على دينك ، ودين أسرتك وأولادك ، وخرجت من
بينهم إلى حي آخر ، أو مدينة أخرى حماية لدينك : فهو أفضل لك ، وأعظم لأجرك ، وأحوط
لدينك . لكن ، مع عدم القدرة على ذلك ، وقلة الإمكانات ، وقصر اليد ، كما تقول :
فلا تكلف شيئا من ذلك أصلا ؛ وقد قال الله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) التغابن/16.
ثم إن أصل الموازنة بين مصلحة البقاء في بلدك ، أو الخروج من بينهم ، عند القدرة
عليه : هذا يرجع إليك ، وما تراه أنت من واقع الحال ، فتقدم ما تراه الأصلح لدينك .

وأخيرا ، فإننا ننبه إلى أن ما ورد في السؤال من اختصار لجملة ( صلى الله عليه
وسلم ) بـحرف ( ص ) ، هذا غير لائق بمقام الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن
من عرف الناس عدم الاختصار عند مخاطبة أو ذكر من له مكانة عندهم فكيف بمكانة النبي
صلى الله عليه وسلم ، كما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه من العبادات القولية
والمسلم إذا أدى عبادة عليه أن يتقنها ويؤديها على الوجه المشروع والكامل .
وراجع للأهمية الفتوى رقم ( 47976 ) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android