متزوجة ، وعمري 23 عام ، قبل الزواج كنت أمارس العادة السرية دون علمي بحكمها الشرعي ، وكنت أسمع عن هذه العادة ، ولكن في أوضاع مختلفة عن ما كنت أمارسه ، فلم أتوقع أن فعلي هذا محر، م وبعد زواجي مارستها في البداية بشكل أقل مما قبل، وظننت أنها من الأمور غير المستحبة فقط ، وكنت حامل من الشهر الأول من زواجي ، وعندما علمت بحكمها الشرعي ، وبحثت عن الموضوع تبت إلى الله ، واستغفرت كثيرا ، وابتعدت عنها و- الحمدلله – ، لكن جاءتني ولادة مبكرة في الشهر السادس ، وكان الجنين حي، وتوفي بعد ذلك بوقت قصير ؛ بسبب صغر حجمه ، ولم يؤكد لي الأطباء سبب الولادة المبكر، ة قالوا : هناك أسباب عدة ؛ ربما يكون عنق الرحم ضعيف لا يتحمل الحمل ، وعملت للحمل الثاني ربط لعنق الرحم و- الحمدلله – أتم الله حملي ، لكن بكيت كثيرا ليس كله حزنا على موت طفلي الأول فقد صبرت لموته عسى أن يكون شفيعا لي يوم القيامة ، ولكن تراودني شكوك أنه بسبب ممارستي للعادة السرية جاءتني الولاده المبكره .
فما الحكم الشرعي في ذلك ؟ هل علي كفاره ؟! رغم أني غير متأكده من سبب ولادتي المبكرة .
ولدت ولادة مبكرة نتج عنها وفاة الطفل وتشك أنها المتسببة في ذلك
السؤال: 220452
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نسأل الله سبحانه أن يرزقك الصبر والثبات على وفاة ابنك وأن يجعله ذخرا لك يوم القيامة , ونسأله سبحانه أن يتقبل توبتك .
وأما بخصوص الولادة المبكرة وما ترتب عليها من موت الطفل , فالذي يظهر – والعلم عند الله – أنه لا يترتب عليك بسببها شيء من إثم أو كفارة أو دية , وذلك لأنه لم يكن منك سبب مباشر ولا متيقن أدى إلى هذه النتيجة بل مجرد ظنون منك أن يكون فعلك السابق قد تسبب في هذا , ومعلوم أن الأصل براءة الذمة من التبعات والعقوبات والكفارات , ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين , قال ابن حزم ” فإن شكّت أمات من فعلها – أي الأم – أم من غير فعلها ؟ فلا دية في ذلك ، ولا كفارة ؛ لأننا على يقين من براءتها من دمه ، ثم على شك أمات من فعلها أم لا ؟ والأموال محرمة إلا بيقين ، والكفارة إيجاب شرع ، والشرع لا يجب إلا بنص أو إجماع ، فلا يحل أن تُلزم غرامة ، ولا صياما ، ولا أن تلزم عاقلتها (العصبة) دية بالظن الكاذب ، وبالله ” تعالى التوفيق ” انتهى من ” المحلى ” لابن حزم (11/116) .
فلا داعي للقلق ولا الحزن ولا الإحساس بالذنب فإن وفاة الطفل إنما كانت بإذن الله وإرادته سبحانه ، قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ) آل عمران / 145، وقال تعالى : ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) الرعد / 38 , ونوصيك بالصبر والاحتساب ، والدعاء بأن يخلف الله عليك خيراً مما فاتك ، ونسأل الله تعالى لك التوفيق وأن يرزقك الذرية الصالحة .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب