أفتاني أحدهم أنه لا يجوز النظر للصور الفوتوغرافية إن كانت للرجال فتعجبت منه ، ما الأدلة التي يمكن الإستدلال بها على ذلك ؟
ثم إنكم قلتم في موقعكم أن اللعب بألعاب الفيديو ( البلايستيشن ) لا بأس به ؛ لأنه لا يُعد رضاً عن التصوير ، كيف يمكن ذلك مع أن الرجل يذهب للتاجر ، ويدفع النقود ، ويستمتع باللعب ، وقد يدمن عليها ، ثم نقول هذا لا يعد رضا ؟
حكم النظر إلى الصور والتماثيل والأفلام الكرتونية والبلايستيشن ؟
السؤال: 220583
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا نعلم دليلا على تحريم النظر إلى صور الرجال الفوتوغرافية ، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر قبل فتح مكة ومعه أصحابه ومكث بمكة ثلاث عشرة سنة ، وحول الكعبة أصنام كثيرة ، وعلى الصفا والمروة صنمان من أصنام الجاهلية ، يدعيان: “إسافا” و “نائلة” ، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى الصحابة عن النظر إلى التماثيل حول الكعبة أو على الصفا والمروة ، أو غيرها ، مع أن تحريم التماثيل أشد من تحريم ما عداها من الصور .
ولعل من منع من النظر إليها يحتج بحديث عائشة الذي رواه البخاري ومسلم حينما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت وقد علقت سترا فيه تصاوير ، فقام على الباب ، وأبى أن يدخل ، حتى نزعته . وبما أخرجه البيهقي عن أبي مسعود ” أن رجلا صنع طعاما فدعاه فقال : أفي البيت صورة ؟ قال : نعم . فأبى أن يدخل حتى تكسر الصورة ” وصحح إسناده ابن حجر في ” الفتح ” (9/ 249) ، وغيرها من الأحاديث والآثار .
ويجاب عن ذلك بأن عدم دخول بيت فيه صورة إنما هو لزجر متخذ الصورة ومقتنيها ؛ وليس من أجل أن تحريم النظر إلى الصور محرم .
قال ابن قدامة رحمه الله : ” فأما دخول منزل فيه صورة فليس بمحرم ، وإنما أبيح ترك الدعوة من أجله عقوبةً للداعي بإسقاط حرمته لإيجاده المنكر في داره … وروى ابن عائد في فتوح الشام أن النصارى صنعوا لعمر رضي الله عنه حين قدم الشام طعاما فدعوه فقال : أين هو ؟ قالوا : في الكنيسة ، فأبى أن يذهب ، وقال لعلي : امض بالناس فليتغدوا ، فذهب علي رضي الله عنه بالناس فدخل الكنيسة وتغدى هو والمسلمون ، وجعل علي ينظر إلى الصور ، وقال : ما على أمير المؤمنين لو دخل فأكل … وكون الملائكة لا تدخله لا يوجب تحريم دخوله علينا كما لو كان فيه كلب ، ولا يحرم علينا صحبة رفقة فيها جرس مع أن الملائكة لا تصحبهم ، وإنما أبيح ترك الدعوة من أجله عقوبةً لفاعله ، وزجراً له عن فعله . والله أعلم ” .
انتهى من ” المغني ” (7/ 283) .
ثانيا :
ما ذكره السائل من الصور الموجودة في ألعاب ” البلايستيشن ” فالمحرم من الصور هو ما كان ثابتا كالتماثيل والصور الفوتوغرافية ، وأما الصور التي تظهر في التلفاز أو الفيديو أو الهاتف المحمول ، أو البلايستيشن ، فلا تأخذ حكم الصور المحرمة ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (101257) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، فقيل له : لقد سمعت أن هناك كمبيوتر ألعاب ، وهناك أشرطة فيديو إسلامية ، وأفلام كرتون .. ولكن أليست أفلام الكرتون تدخل في تحريم الصور لأنها رسوم باليد ؟
فأجاب : ” هذه الصور ليست صورا مرئية ، لأن الشريط لو رآه الإنسان بمجرد العين ما رأى شيئا حتى يعرض على الجهاز الذي يخرج الصور التي بهذا الشريط ، فلا تدخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ) ” .
انتهى من ” اللقاء الشهري ” رقم (49) .
والشخص الذي يذهب للمتجر ويشتري منه هذه الأشياء لا يشتريها من أجل ما فيها من صور ، بل لما فيها من اللعب ، فهو لم يصورها ولم يأمر بها فلا تشمله الأحاديث الدالة على تحريم التصوير.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن احتجاج بعض الإخوان بأنه إذا كانت الرسوم اليدوية محرمة ، فالرضا بها ، وإحضارها كذلك ، لأن الراضي كالفاعل ؟
فأجاب : ” لا ، غير صحيح ، ليس بلازم . لأنني لم أحضر الرسم وأرضى به ، وإنما أتاني مرسوماً ” انتهى من ” ثمرات التدوين ” المسألة رقم (34) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة