سأتزوج العام المقبل ـ بإذن الله ـ بفتاة ما زالت تدرس في عامها الثاني في الجامعة ، وتسعى لإنهاء دراستها حتى بعد الزواج ، وقد اشترطت أن نؤجل موضوع الإنجاب إلى ما بعد التخرج ، وهو أمر ربما يأخذ من ثمانية إلى اثنى عشر شهراً ، والحقيقة أنني لا أميل إلى هذا الرأي ؛ لأني أريد أطفالاً بعد الزواج مباشرة ، ولا أريد تأخير الإنجاب على الاطلاق .
فهل يمكنها ان تضع شرطاً كهذا حتى ولو لم يعجبني؟ وما نصيحتكم ؟
هل من حق مخطوبته أن تشترط عليه تأجيل الإنجاب إلى حين الانتهاء من دراستها ؟
السؤال: 220804
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
تأخير الحمل فترة من الزمن لمصلحة يراها الزوجان أمر جائز لا حرج فيه , جاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة – 1 ” (19 / 297): ” أما إذا كان منع الحمل لضرورة محققة ، ككون المرأة لا تلد ولادة عادية ، وتضطر معها إلى إجراء عملية جراحية لإخراج الولد ، أو كان تأخيره لفترة ما لمصلحة يراها الزوجان- فإنه لا مانع حينئذ من منع الحمل أو تأخيره , عملا بما جاء في الأحاديث الصحيحة ، وما روي عن جمع من الصحابة -رضوان الله عليهم- من جواز العزل ، وتمشيا مع ما صرح به بعض الفقهاء من جواز شرب الدواء لإلقاء النطفة قبل الأربعين ، بل قد يتعين منع الحمل في حالة ثبوت الضرورة المحققة ” انتهى.
وعلى هذا فلا حرج في تأجيل الحمل في بداية الزواج لأجل إتمام الدراسة ، إذا اتفق على الزوجان .
ثانيا:
إذا ثبت جواز تأخير الحمل لفترة من الزمن لأجل الدراسة أو لغير ذلك من المصالح , فيجوز لأحد الزوجين اشتراطه , والطرف الآخر بالخيار ما بين قبول الشرط , وبين رفضه وعدم قبوله ، ولو أدى ذلك إلى ترك الزواج من هذه الفتاة .
فإذا قبله ، وجب عليه الوفاء به ، لما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) . أخرجه البخاري ( 2572 ) ، ومسلم ( 1418) .
والنصيحة لك أن تحاول إقناع زوجتك بأن حصول الأولاد مقصد أساسي من مقاصد النكاح ، وهو مطلوب شرعا ، وهو مقدم على التعجيل بالانتهاء من الدراسة ، وتتعهد لها بمساعدتها على إتمام دراستها ، فإن لم تقبل فإننا لا نرى مانعا من موافقتها على هذا الشرط .
ونسأل الله تعالى أن يوفقكما إلى كل خير .
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب