0 / 0

والدها يرفض زواجها من شاب تحبه بسبب اختلاف مستواهما التعليمي

السؤال: 220855

أنا فتاه مسلمة متدينة – ولله الحمد – ، من عائله محافظة ، أعجبت بشاب ، وهو كذلك من عائلة محافظة ، وأكثر شيء جذبني له : أخلاقه ودينه ، تعلقنا ببعض رغم تديننا ، النفس ضعيفة ، وأحببنا بعضا لمدة سنتين بالسر ، وتعاهدنا ألا يصير بينا أي غلط ، أو لقاءات حتى نخطب ، سبب تأجيل الخطبة لبعد سنتين أن ظروف الشاب كانت تحتاج لوقت لتتحسن ، من دراسة وعمل ، وبعد أن تحسنت تقدم لخطبتي ، لكن والدي – هداه الله – رفضه باعتبار أني فتاة جامعية ، وهو لا ، طبعا أبديت موافقتي الشديدة عليه ، ومع ذلك رفض أبي بشدة ، حاول الشاب أكتر من مرة مع والدي ، لكن أبي يرفض ، اتفقت مع الشاب أن لا نتواصل ، ونترك التواصل لوجه الله ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .
حاول أهلي أن يزوجوني ، لكن رفضت ، لم أتقبل أي رجل غير الشاب الذي أحببته .
الآن أعيش بصراع وعذاب نفسي ، فترة أحاول إخراج الشاب من قلبي ، وفترة نعود لتواصل
ووعدني بإعادة محاولة مع والدي ، فأرجو النصحية .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا نحتاج أن ننبهك إلى خطأ تواصلك مع هذا الشاب وقد استمر هذا الخطأ لمدة سنتين ، فأنت تعلمين أنه خطأ ، والإنسان العاقل الحازم إذا علم أن هذا الفعل خطأ فإنه يتركه ولا يتعلل بـ (ضعف النفس) .
ومطلوب من الإنسان أن يقوي نفسه ، ويقوي إيمانه حتى يقوى على ترك ما يعلم أنه خطأ وحرام ، وذلك بكثرة قراءة القرآن والصلاة وذكر الله واستحضار أن الله تعالى يراه ويسمعه ويراقبه ، وأن الملائكة تكتب عليه كل ما يقول أو يفعل ، وسوف ينشر له ذلك الكتاب إلى يوم القيامة .. إلخ .
فبهذا يقوى الإيمان ، وتقوى النفس ، ويترك المسلم ما حرم الله عليه .

ثانيا :
تعلقك بهذا الشاب أمر طبيعي . فماذا تنتظرين من فتاة في سنك تتواصل مع شاب ، ويحضرهما الشيطان ويشجعهما ويزين لهما الحرام ؟ مع ما في هذا التواصل من كلمات الحب والغرام والإعجاب والمدح … إلخ ؛ وأي فتاة لا يعجبها ذلك ، ولا يخلب عقلها ، ويسرق لبها ؟!
لا بد أن ذلك واقع ، حتى يصور لها الشيطان أنها لا يمكن أن تعيش بدون هذا الشاب ، وأنها ستنتظره عشرين سنة ، ولن تتزوج بغيره ، وأن هذا الشاب لا يوجد أحد مثله في أخلاقه ودينه … إلخ .
مع أنها لو فكرت بعقلها لعلمت أن الشاب الذي يرضى أن يتواصل مع فتاة ، من وراء أهلها لمدة سنتين : لا يصح وصفه بأنه ذو دين وخلق .
وهل يرضى هذا الشاب لأخته أو ابنته أن تفعل ذلك ، مع شاب أيضا صاحب دين وخلق ؟ اسأليه : ماذا سيفعل إن وقع ذلك ؟

والغريب أننا رغم مئات ومئات من المآسي ، نسمع نفس المبررات ، الشاب يقول عن نفسه : أنا لست كغيري ، أنا أحبك حبا صادقا ، والفتاة المخدوعة تخدع نفسها أيضا وتقول : هذا الشاب ليس كغيره من الشباب ، هو صاحب دين وخلق ، ثم تكون النهاية مأساوية في كثير من القصص .

ثالثا :
إننا نتفق مع والدك في رفضه هذا الشاب للسبب الذي ذكرتيه ، فإن اختلاف مستوى التعليم والثقافة بين الزوجين يتسبب في كثير من الأحيان في حدوث مشاكل بينهما ، وذلك لصعوبة التفاهم بينهما .
قد تقولين : إن فلانة تزوجت من فلان مع اختلاف مستواهما التعليمي ، ونجح زواجهما ولم يفشل .
فنقول لك : وفلانة الأخرى ، وفلانة وفلانة .. ، حدث بينها وبين زوجها مشاكل كثيرة متكررة من أجل هذا السبب .
فهل ترضين لنفسك أن تكون حياتك محلا للتجربة ، إما أن تنجح وإما أن تفشل ، بدلا من أن يكون اختيارك مبنيا على أسس سليمة ؟
إننا لا نحرم ولا نمنع ما أحل الله ، فلا نحرم الزواج في مثل هذه الظروف والأوضاع ( مع اختلاف المستوى التعليمي ) ، غير أن واقع الناس يحذرنا أن نقع فيما أخطأ فيه الآخرون ، وكما قيل : السعيد من وعظ بغيره ، لا من وعظ الناس به ، وكان عبرة أمامهم ، على خطئه .

رابعا :
اعلمي أن الدراسات والأبحاث تثبت أن أكثر الزيجات المبنية على علاقة ومحبة سابقة قبل الزواج أنها تنتهي بالفشل ، خلافا لما يظنه الناس .
وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (84102) فارجعي إليها ، لتتعرفي على أسباب ذلك .

ثم نقول لك أيتها السائلة الكريمة :
دعي ما تقوله الدراسات من أن نسبة كبيرة من الزيجات المبنية على علاقات سابقة : تفشل ، أو تكون عرضة للفشل .
ودعي ما يقوله الواقع : من أن التفاوت الكبير في المستوى التعليمي ، والشهادة الجامعية : هو أيضا عامل آخر من عوامل الفشل ، أو لنقل : من عوامل عدم الانسجام في المعيشة فيما بعد ذلك ؛ دعي ما يقوله الواقع ، وما تقوله الدراسات ، والتجارب .
فماذا في أيدينا ، نحن وأنت أن نفعله ؛ وقد رفض والدك ، وبشدة كما تقولين ، أن تتزوجي من هذا الشاب ؟
ربما لو كان والدك هو من يخاطبنا ، لقلنا له : إذا لم تستطع إقناع ابنتك في نهاية الأمر ، وكانت مصرة على تلك العلاقة ، وكانت ، وكانت … ؛ فما حيلة المضطر ؟؟
لكن والدك لا يسمعنا ، ولا نحن نجهر له بمثل هذا القول ، المضطر ؛ والزواج من غير موافقة والدك ، وولي أمرك : باطل شرعا ، غير مقبول واقعا ؛ فماذا ـ يا ترى ـ سوف يكون الحل ؟
هل تريدين أن تثبتي لوالدك ، ولمجتمعك : أن رغبتك ، وإصرارك أعظم وأقوى من موقف والدك؟؟
وأن بإمكانك أن تفعلي أشياء كثيرة ، رغم رفض والدك .
هل تريدين أن تثبتي أن بإمكانك أن تقابلي الرفض بالرفض ، والعناد بعناد ؛ فلا هو زوجك بمن تريدين ، ولا أنت ستتزوجين بمن يريده ، وربما لا تتزوجين من الأساس ؟!
فأي شرع ، وأي عقل ، وأي منطق ، وأي عرف مستقيم : يقبل منك بهذا ؟!

وأخيرا …
إننا ننصحك بطاعة والدك ، وقطع علاقتك بهذا الشاب نهائيا ، والتوبة من هذا الخطأ والفعل المحرم ، وأن تقبلي على حياتك بنفس قوية ، وبقلب مليء بالإيمان بالله والخوف منه والرجاء لثوابه ، مع الحرص التام على البعد عن كل خطأ لا يرضي الله تعالى .
ومتى قطعت علاقتك بالشاب ، حقيقة لا تجربة واختبارا ، فلن تلبثي ، إن شاء الله ، أن يهون عليك الأمر ، ويغطيه النسيان ، كما حصل مع ألوف مؤلفة ، سواكما ، ثم لم يتوقف أمر الزواج ، ولم تتوقف حياة الناس ، فقد بنيت الدنيا على نسيان الأحبة .
فتعاملي مع الأمر بإيجابية ، وواقعية ، وتناسي همومك ، وعلائقك ، وإذا تقدم لك شاب مرضي الدين والخلق فإنك تقبلين الزواج منه .
وبهذا تكونين قد طويت تلك الصفحة الخاطئة من حياتك ، وفتحت صفحة بيضاء نقية عنوانها : ” طاعة الله تعالى والفرار من معصيته ” .
نسأل الله تعالى لك التوفيق والفلاح وأن يلهمك رشدك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android