0 / 0

تنفيذ المشروع على خلاف التصميم المتفق عليه من الغش

السؤال: 220956

يرى أن عمله في مجال الهندسة المعمارية فيه خداع للزبون ، حيث يقوم بإقناعه بالتصميم المقترح عن طريق تقديم مناظير ثلاثية البعد ( صور تخيلية تحاكي الواقع المفروض تنفيذه بعد الاتفاق )، ويحاول إقناع الزبون بإغرائه بالصورة المنتجة عن طريق برامج الحاسوب . وفي كثير من الأحيان عند تنفيذ المشروع على أرض الواقع ، تتغير بعض الأمور التي سبق الاتفاق عليها.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الواجب على المسلمين جميعا في جميع التخصصات تقوى الله تعالى ، والتحلي بأخلاق الصدق والأمانة والمروءة مع الناس جميعاً ، فلا يدفعهم الطمع بالمال إلى الوقوع في الغش أو شبهة الغش والخداع ؛ فمال الدنيا كلها لا يزن عند الله جناح بعوضة ، ولا يحقق السعادة في الدنيا ، بل الخسارة عند الله في الآخرة .
وما يسأل عنه المهندس المعماري مما يكثر وقوعه في هذا التخصص ، يمكن أن يكون سببا في الإثم والعدوان ، ويمكن أن يتقى شره وخطره :
فإذا كان التصميم المتفق عليه : واقعيا ، وليس مجرد خيال ، بحسب المعطيات المتاحة ، وحرص المهندس على تنفيذ التصميم على أرض الواقع تماما كما هو ، من غير نقصان ولا تشويه ولا إنقاص جودة وتصميم وجمال ، فلا حرج عليه ولا إثم ، فقد نفذ المطلوب المتفق عليه ، وحقق للزبون ما شرطه على نفسه في بداية العقد .
فإن رأى أن التغيير واقع لا محالة ، ولا يمكن تدارؤه ولا اتقاؤه ، فلا بد أن يبين للمتعاقد معه حقيقة الأمر من البداية ، ويخبره بأن التصميم الثلاثي الأبعاد قد لا يتحقق كما هو ، وإنما بنسبة (90%) مثلا ، نتيجة بعض الأمور التي تحكم المشروع ، ويبينها له ، ويبين له الاحتمالات الواردة في التنفيذ ، حينئذ يبرئ ذمته ، ويسعه عمله ، وأجرته حلال بإذن الله .
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ) رواه البخاري (2079)، ومسلم (1532).
أما إذا لم يجر في التنفيذ نموذج التصميم المتفق عليه ، ولم يبين للمتعاقد معه احتمالات التبديل والتغيير ، فحينئذ كل ما نفذه خلاف المتفق عليه : يعد عيبا أو غشا يستحق الإثم عليه ، لما نقص من الأمانة في عمله ، والإتقان في أداء ما طلب منه ، ليستحق الأجرة عليه . قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين ) التوبة/119 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( من غشّنا فليس منّا ) رواه مسلم (101).
فليختر المهندس المعماري أي الطريقين يشاء ، وليعلم أن أبواب الحلال أكثر من الحرام ، إذ هي الأصل والأوسع والأيسر ، وإنما يلبس الشيطان على بني آدم ليوهمهم كثرة الحرام فيتساهلوا في الوقوع فيه ، وقد قال الله عز وجل : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2-3.
هذا ، مع تقديرنا : أن ثمة فرقاً ، ولا بد ، بين روعة الصورة والمنظر المنتج في الحاسوب ، عما سيكون عليه صورة الأمر في الواقع ؛ فإذا كان الاختلاف ، هو مجرد ما يكون بين أي صورة ، وتطبيقها الواقعي ، مما لا يمكن تلافيه : فلا يظهر لنا في ذلك حرج ، ما دام لم يخل بالمواصفات المتفق عليها .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android