0 / 0

حديث اقرأ القرآن في كل شهر حديث صحيح

السؤال: 221355

ما صحة هذا الحديث – وقد ذكر فيه الصيام والقيام وعدد أيام قراءة القرآن في الشهر – :
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُغِيرَةِ الضَّبِّىِّ عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : ” زَوَّجَنِى أَبِى امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَىَّ جَعَلْتُ لاَ أَنْحَاشُ لَهَا ، مِمَّا بِى مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْعِبَادَةِ ، مِنَ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ !!
فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى كَنَّتِهِ ، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ لَهَا : كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ ؟
قَالَتْ : خَيْرَ الرِّجَالِ ، أَوْ كَخَيْرِ الْبُعُولَةِ مِنْ رَجُلٍ ؛ لَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفاً ، وَلَمْ يَعْرِفْ لَنَا فِرَاشاً !!
فَأَقْبَلَ عَلَىَّ ، فَعَذَمَنِى وَعَضَّنِى بِلِسَانِهِ ، فَقَالَ : أَنْكَحْتُكَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتَ حَسَبٍ ، فَعَضَلْتَهَا وَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ ؟!
ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَشَكَانِى ؟
فَأَرْسَلَ إِلِىَّ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ لِى : ( أَتَصُومُ النَّهَارَ ) ؟
قُلْتُ : نَعَمْ .
قَالَ : ( وَتَقُومُ اللَّيْلَ ) ؟
قُلْتُ : نَعَمْ .
قَالَ : ( لَكِنِّى أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّى وَأَنَامُ وَأَمَسُّ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِى فَلَيْسَ مِنِّى ) .
قَالَ : ( اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِى كُلِّ شَهْرٍ ) .
قُلْتُ : إِنِّى أَجِدُنِى أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ .
قَالَ ( فَاقْرَأْهُ فِى كُلِّ عَشْرَةِ أَيَّامٍ ) ، قُلْتُ … الحديث ” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث صحيح ، اتفق على صحته العلماء ، واتفق على تخريجه الشيخان ، البخاري ومسلم ، فقد روياه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص رضي الله عنهما قَالَ :
” أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ ، فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا ، فَتَقُولُ : نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا ، وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أَتَيْنَاهُ . فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : القَنِي بِهِ ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ ، فَقَالَ : ( كَيْفَ تَصُومُ ؟ ) ، قَالَ : كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ : ( وَكَيْفَ تَخْتِمُ ؟ ) ، قَالَ : كُلَّ لَيْلَةٍ ، قَالَ : ( صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةً ، وَاقْرَأ القُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ ) ، قَالَ : قُلْتُ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : ( صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الجُمُعَةِ ) ، قُلْتُ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : ( أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا ) ، قَالَ : قُلْتُ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : ( صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمَ دَاوُدَ ، صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً ) ، فَلَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنَ القُرْآنِ بِالنَّهَارِ ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنَ النَّهَارِ ، لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى أَفْطَرَ أَيَّامًا ، وَأَحْصَى ، وَصَامَ مِثْلَهُنَّ ؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ” .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : ” وَقَالَ بَعْضُهُمْ : فِي ثَلاَثٍ ، وَفِي خَمْسٍ ، وَأَكْثَرُهُمْ عَلَى سَبْعٍ “
رواه البخاري (5052) تحت باب ” في كم يقرأ القرآن ” ، ومسلم (1159) تحت باب ” النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به ، أو فوت به حقا ، أو لم يفطر العيدين والتشريق ، وبيان تفضيل صوم يوم ، وإفطار يوم ” .
والرواية المذكورة في السؤال فيها اختلاف يسير جدا عن رواية الإمام البخاري ومسلم هنا ، فقد أخرجها الإمام أحمد في ” المسند ” (11/8) بسند صحيح ، قال عنه المحققون : على شرط الشيخين .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” ( لم يفتش لنا كنفا ): هو الستر والجانب ، وأرادت بذلك الكناية عن عدم جماعه لها .
( فلما طال ذلك ) أي : على عمرو ( ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ) وكأنه تأنى في شكواه رجاء أن يتدارك ، فلما تمادى على حاله ، خشي أن يلحقه إثم بتضييع حق الزوجة ، فشكاه .
وعند أبي داود والترمذي مصححا ، من طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا : ” لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ” ، وشاهده عند سعيد بن منصور بإسناد صحيح من وجه آخر عن ابن مسعود : ” اقرءوا القرآن في سبع ، ولا تقرءوه في أقل من ثلاث ” ولأبي عبيد من طريق الطيب بن سلمان ، عن عمرة ، عن عائشة : ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يختم القرآن في أقل من ثلاث ” .
وهذا اختيار أحمد ، وأبي عبيد ، وإسحاق بن راهويه ، وغيرهم .
وثبت عن كثير من السلف إنهم قرؤوا القرآن في دون ذلك .
قال النووي : والاختيار أن ذلك يختلف بالأشخاص :
فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر : استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني ، وكذا من كان له شغل بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة ، يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه .
ومن لم يكن كذلك : فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ، ولا يقرؤه هذرمة ، وكأن النهي عن الزيادة ليس على التحريم ، كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب ، وعرف ذلك من قرائن الحال التي أرشد إليها السياق ، وهو النظر إلى عجزه عن سوى ذلك في الحال أو في المآل .
وأغرب بعض الظاهرية فقال يحرم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث .
وقال النووي : أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك ، وإنما هو بحسب النشاط والقوة ، فعلى هذا يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص ” انتهى باختصار من ” فتح الباري ” (9/ 96-97) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android