تنزيل
0 / 0

ماذا يفعلون مع أختهم التي تأتيهم ومعها خمور ، وقد نهوها عن ذلك من قبل ؟

السؤال: 221370

لقد وجدنا مؤخرا داخل كيس مجموعة من المشروبات الكحولية التي اشترتها أختي حديثاً ، مع العلم أننا منعناها من إحضار كل ما هو محرم إلى المنزل منذ بداية قدومها للإقامة في إحدى غرف منزلنا بشكل مؤقت ، وحاليا أختي مسافرة إلى خارج البلاد ، ونريد أن نعلم ما يجب علينا فعله في هذه الخمور؟ وهل سيحاسبنا الله على ما فعلت لأنها تقيم في بيتنا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم واجبات الدين ، ومن أجلّ ما يتصف به
المسلم الغيور على دينه .
كما أن محبة الخير للمسلمين ، والسعي في استتابة عصاتهم ونصحهم ودعوتهم بالحكمة
والموعظة الحسنة ، وخاصة إذا كانوا من ذوي الرحم القريبة : من محاسن أهل الإسلام ،
فإن المسلم يحب الخير للمسلم كما يحبه لنفسه ، ويكره الشر له كما يكرهه لنفسه .
فالمتعين عليكم نصح أختكم بالحكمة واللطف واللين ، وتخويفها بالله وبعقوبته العاجلة
والآجلة ، والصبر عليها في ذلك ، وعدم اليأس من صلاحها وتوبتها .
انظر جواب السؤال رقم : (96371) ، (106443)
.
ثانيا :
إنكار المنكر والعمل على إزالته وتغييره من الواجبات الشرعية على من يقدر عليه ،
فمن قدر على إزالة المنكر ، ولم يترتب على ذلك مفسدة أعظم ، أزاله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” كُلُّ مَا كَانَ مِنْ الْعَيْنِ أَوْ التَّأْلِيفِ الْمُحَرَّمِ فَإِزَالَتُهُ
وَتَغْيِيرُهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، مِثْلَ إرَاقَةِ خَمْرِ
الْمُسْلِمِ، وَتَفْكِيكِ آلَاتِ الْمَلَاهِي، وَتَغْيِيرِ الصُّوَرِ
الْمُصَوَّرَةِ ” .
انتهى من “مجموع الفتاوى” (28/ 118) .

وإحضار أختكم هذه المسكرات
في بيتكم ، مع نهيكم إياها عن ذلك ، فيه تعد لحدود الله ، وتعد عليكم ، وعدم
الاستجابة للنصح في ترك المنكر ، فالواجب عليكم إراقة هذه المسكرات والتخلص منها
ومن آنيتها ، ولا حرمة لأختكم في ذلك ، لأنها المتعدية على حق الله وحق عباده .
ينظر جواب السؤال رقم : (144196).

ثم يعاد عليها بالنصح والوعظ
الحسن ، ولا بأس أن يصاحبه تهديد وزجر .
فإن لم تمتنع من ذلك ، أو لم تبد تجاوبا معكم : فلا تسمحوا لها بالإقامة في المنزل
، حتى لا تدخل فيه المنكرات ، ولتقم في منزلها الذي تسكن هي فيه دائما .

وحيث إنها فعلت ما فعلته دون
علمكم ورضاكم ، وبعد أن نهيتموها عنه : فإنه لا إثم عليكم فيما فعلته هي ، إذا
غيرتم هذا المنكر ، وأزلتموه من منزلكم عند علمكم بوجوده في بيتكم .
إنما الإثم على من فعل الإثم وتلبس به ، أو رضي بفعله ولم ينكره ، أو أعان على فعله
.
ثم إن ذلك كله لا يمنع من قيامكم عليها : بالنصح ، والوعظ ، والدعوة إلى الله جل
جلاله ، عسى الله أن يهدي قلبها ، ويردها إلى رشدها .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android