تنزيل
0 / 0

كيف يتصرف مع جماعة المسجد الذين يصرون على تسمية المسجد باسم ” أهل الحديث ” ؟

السؤال: 221667

اعتدت على الصلاة في المسجد المحلي منذ قرابة العشرين عاماً وقد سمي المسجد باسم أهل الحديث من قبل والدي ومجموعة من أهل المدينة قبل عشرين عاماً ، وقمنا مؤخراً بتسجيل المسجد وأطلقنا عليه اسم مسجد الرحمن إلا أن مجموعة من كبار السن يصرون على إضافة جماعة أهل الحديث لاسم المسجد ، وبسبب ذلك عقدت اجتماعاً مع مجموعة من الأصدقاء المتلزمين بالصلاة في المسجد وقررنا فيه تجنب كتابة اسم أهل الحديث بجانب الاسم على المدخل ؛ لأن المسجد لا يمانع وجود أشخاص من الجماعات الأخرى ، وبسبب ذلك افتعل أحدهم مشكلة في المسجد ، وبدأ بالصراخ والمطالبة بضرورة كتابة أهل الحديث بجانب الاسم الجديد .

لذا أرجو التوضيح ما هو حكم من يصرخ في المسجد ؟

كما قمت بتوضيح الأسباب التي جعلتنا نتجنب كتابة اسم أهل الحديث بجانب اسم المسجد مستشهدا بعدد من الآيات القرآنية التي تحثنا على أن نطلق على أنفسنا اسم المسلمين ، وذكرت لهم فتواكم بشأن تسمية المسجد باسم أهل الحديث ، ويوجد لدينا إجتماع آخر مع أمير جماعة أهل الحديث وبعض الشيوخ يوم السبت لمناقشة هذا الأمر ، لذا أطلب منكم المساعدة في حل الموضوع مع العلم أنهم يعتقدون أن الجماعات الأخرى سيحتلون المسجد في حالة عدم إضافة “أهل الحديث” بجانب اسم المسجد .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
سبق الكلام عن أن تسمية المسجد باسم من أسماء الله سبحانه وتعالى ، مثل : مسجد
الرحمن ، مسجد القدوس ، مسجد السلام ، ومعلوم أن الله سبحانه قال وقوله الفصل : (
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )، فالمساجد
جميعها لله تعالى بدون تخصيص ، فتسمية مسجد باسم من أسماء الله ليكتسب العلمية على
المسجد أمر محدث ، لم يكن عليه من مضى ، فالأولى تركه .
ثانيا :
الأصل أنه لا حرج في تسمية المسجد باسم ” مسجد أهل الحديث “، فهي نسبة إلى وصف شرعي
مقبول ، وما زال هذا الاسم عند أهل العلم محل ثناء وذكر بالخير ، فتسمية المسجد به
أمر سائغ لا بأس به ، إن شاء الله تعالى .
وهذا الحكم إنما هو من حيث الأصل والعموم ، لكن قبل تطبيقه على حال مسجدكم ، ينبغي
النظر في واقع بلادكم ؛ فإن كان الانتساب إلى أهل الحديث ، والتسمي باسمهم ، أو
تسمية مسجدكم باسم ” أهل الحديث ” ، إن كان ذلك كله يترتب عليه تفريق لجماعة
المسلمين ، أو إلقاء البغضاء في قلوبهم ، أو إحياء العصبيات الجاهلية ، ووقوع الفتن
والإحن بين المسلمين : فينبغي ترك هذه التسمية ، بل ترك ما هو أعلى منها من
المباحات والمستحبات إذا ترتب عليها شيء من هذه المفاسد ، وأقصى ما في تسمية مسجدكم
بهذا أن يكون أمرا مباحا تركتموه ، وأمامكم من الأسماء الشرعية المباحة ، مما يجمع
ولا يفرق ، ويؤلف ولا ينفر ، ما فيه غنية عن ذلك ، ولقد أنكر النبي صلى الله عليه
وسلم المناداة بالأسماء الشرعية إذا كان باعثها التعصب لغير الحق .
ينظر جواب السؤال رقم : (124196)، وينظر
أيضا للفائدة : جواب السؤال رقم : (12761)
.
ثانيا :
إذا كان الأمر على العكس من ذلك ، وكانت جماعة المسجد حريصة ، أو مستمسكة بتسمية
المسجد : “مسجد أهل الحديث” ، أو نحو ذلك من التسميات المباحة : فإننا لا نرى حرجا
في ذلك ، ولا نرى للقائمين على المسجد أن يعاندوا تلك الرغبة ، ويوحشوا صدور
إخوانهم من ذلك ، وإن كانت التسمية في أصلها أمرا مباحا ، لا هو واجب ولا مستحب ،
وإنما هي تسمية حسنة ، مباحة ، يراد بها التمييز ، كما يسمى المسجد باسم قبيلة ، أو
حي ، أو شخص ، أو نحو ذلك من الأسماء .
فإذا كان ترك هذه التسمية : سوف يوغر الصدور ، وربما نفر بعض المتعصبين من جماعة
المسجد ، عن الصلاة فيه : فلا نرى لكم ، والأمر ذلك ، أن تتشددوا في أمر التسمية ،
أو تغيروا اسما درج عليه الناس ، يترتب على تغييره تشويش على الجماعة ، أو لغط في
المسجد ، أو نفرة ووحشة في القلوب ، وإلقاء العداوة بين المسلمين .
وإذا تصالحت جماعة المسجد على أمر عن رضا منهم ، فلا بأس به ؛ بل كل ما فيه إصلاح
ذات البين ، وزوال الشحناء والبغضاء ، من المباحات : فهو أمر حسن ممدوح ، ينبغي أن
تسعوا إليه ، وألا تجعلوا للشيطان على جماعتكم سبيلا .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android