كنت متزوجة منذ وقت طويل برجل مدمن على المخدرات . وكان إذا لم يتعاط جرعته ضرب أمّه وأباه وسائر العائلة . فملّت العائلة من هذا الوضع ، فاستدعت الشرطة ، وطلبوا منهم إيداعه السجن ، وأن لا يخرجوه أبدا .
وبعدها أرسلوني إلى بيت عائلتي ، وقالوا لي : إن ابننا في السجن ، وأنت ما زلت صغيرة ، فاذهبي وعيشي مع والدتك .
وزارته أمّي في سجنه مرات عديدة ، وطلبت منه أن يطلقني ، فوعد ولم يفِ . فعلمت امرأة بالقصة ، فقالت لأمي : إنه كاذب ، ولن يطلق ابنتك أبداً ، وسأساعدك في هذا الشأن ، سآخذك إلى رجل يمكنه أن يمد يد المساعدة .
وحينها كنت متشوقة لحل يخلصني منه أياً كان هذا الحل ، وعن طريق أي شخص كان . فذهبنا إلى ذلك الرجل ، فأعطانا تعويذة مكتوب عليها بعض الأشياء ، وقال بأن مشكلتي ستُحل بتلك التعويذة . وطلب منّا أن ندفنها في مدخل البيت عند الباب الأمامي ، ففعلنا .
وما هي إلا بضعة أشهر ، حتى أتانا نعي زوجي .
فلا أدري ، هل مات بسبب ابتعاده عن المخدرات ، أم بسبب التعويذة ، أم بسبب آخر!
لقد سمعت أن من قتل شخصاً فعليه أن يصوم شهرين متتابعين ، أو يعتق رقبة . وأنا الآن كبيرة في السن مريضة ، لا أستطيع الصيام ولا الإعتاق ، وأشعر بأني مسئولة عن موته ، وأخشى أن ألقى ربي على هذه الحالة . كما أشعر أن لأمي ضلعاً في هذا أيضاً ، لكنها قد توفيت.
فكيف أتوب عن نفسي وعن والدتي ؟
صنعت لزوجها تعويذة ليطلقها فمات
السؤال: 221957
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
التوبة الصادقة من إثم إتيان السحرة والمشعوذين تقتضي الندم على ما فات ، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى ، والاستغفار وطلب العفو من الله سبحانه .
وأكثري من الأعمال الصالحة فإن الله تعالى يقول : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82.
ولا يلزمك كفارة قتل ؛ لأن السحر لم يثبت أنه السبب لموت زوجك ، ويصعب جدا – إن لم يكن مستحيلا – أن يثبت ذلك الآن ، وبعد مرور عشرات السنوات على موته .
لأن إثبات ذلك يحتاج إلى أمرين :
الأول : إثبات أن الزوج قد مات بسبب غير طبيعي ، ناتج عن أمر خفي كالسحر .
والثاني : إثبات أن الساحر قد سحر سحرا يقتل في العادة ، ويقر الساحر بذلك .
وكل هذا – كما ترين – يصعب تحققه . ثم على فرض التحقق منه ، فالقاتل هو الساحر ، وهو الذي يقتص منه أو تطلب منه الدية ، ومن طلب منه السحر يعزر التعزير الشديد .
ولهذا فالواجب عليكم التوبة الصادقة على كل حال ، وسؤال الله العفو والمغفرة ، ولا تلزمكم الكفارة ولا الدية .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب