توفي والدي منذ 3 أشهر رحمه الله ، وأفتقده كثيرا وأعاني من تقلبات كثيرة فتارة أحزن حزنا شديدا كأنه توفي بالأمس وتارة أشعر بعدم الرغبة في الحياة وتارة أكون هادئة ولا أشعر بشيء إطلاقا … وقد درست من العلوم الشرعية ما لا بأس به وقرأت العديد من الكتب الدينية وأحضر دروسا ومحاضرات دينية وأعرف معنى الصبر وثوابه ، وأنا أدعو له كثيرا وغالبا أردد في قلبي وحتى قبل أن أنام أني رضيت يا رب بقضائك وأنت المعطي وأنت المانع والأمر أمرك واغفر لي ما أعلم وما لا أعلم ، لكني في حيرة من أمري ويتردد الى ذهني أني منافقة وإن كنت صابرة فكيف أشعر بهذا الألم والضيق الشديد .. وهل ما أشعر به ينافي حقيقة الصبر وكيف أصل للرضا إن لم أكن كذلك .. قرأت معنى اسم الله السلام وتدبرت في الآيات التي تحمل هذا الاسم وأنا أدعو لأبي به وأقول " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام أسألك أن تسلم أبي في قبره وتسلمه يوم يبعث حيا " فهل دعائي هذا صحيح ؟
هل كثرة حزنها على والدها ينافي الصبر ؟
السؤال: 222736
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ليس هناك أحد في هذه الحياة الدنيا يسلم من مصائبها ، في نفسه وأهله وأحبابه أو في ماله …. وغير ذلك .
والواجب على المؤمن أن يصبر إذا أصابه شيء من ذلك ، وإذا ارتقى إلى درجة الرضا ، فهو أكمل وأفضل وأعظم ثوابا ، وقد سبق بيان الفرق بين الصبر والرضا في الفتوى رقم : (219462) .
وما تشعرين به في بعض الأوقات لا ينافي الصبر ، ما دام ذلك لا يخرج عن كونه مجرد شعور في داخل النفس ولم يظهر في أقوال أو أفعال مخالفة للشرع ، كالنياحة وشق الثياب ونحو ذلك .
وهذا الإحساس ( الحزن الشديد ) يأتي للإنسان بدون اختياره لاسيما إذا كان من فقده شخصا عزيزا عليه كما في حالتك .
غير أن المطلوب من المسلم أن لا يستجيب لتلك الأحزان ويسترسل معها ، حتى لا تؤثر على حياته وعباداته ، فلا تجلسي منفردة كثيرا . ولا تفكري في هذه الهموم والأحزان ، وأشغلي نفسك دائما بشيء مفيد ، ولا تكوني أسيرة لهذه الأحزان التي يهيجها الشيطان ، ليقعد المسلم حزينا كئيبا ، فإن الشيطان يفرح إذا استطاع أن يدخل الحزن على المسلم ، قال الله تعالى : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) المجادلة/10 .
وتستطيعين أن تصلي إلى درجة الرضا ، بأن تفكري دائما في أن هذا شيء قد كتبه الله ولابد أن يقع ، فالحزن لن يرفع تلك المصيبة ، بل سيزيدها .
وتفكري دائما في ثواب الرضا عند الله ( فمن رضي فله الرضا ) ولا أعظم من أن يرضى الله عن عبده .
والدعاء الذي تدعين به لوالدك دعاء حسن نسأل الله تعالى أن يستجيبه ، وأن يعوضك عما أصابك خيرا .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة